top of page

بيــان مشترك بمناسبة عيد الشغيلة الأممي

  • Photo du rédacteur: partielkadihines
    partielkadihines
  • 30 avr. 2014
  • 3 min de lecture

لا ثــورة بدون وحــدة الثوريّيــن

يُحيي العمال يوم 1 ماي 2014 عبر العالم عيدهم الأممي الذي يعود تاريخه إلى سنة 1889 عندما أقر اجتماع الأممية الشيوعية الثانية بباريس يوم 1 ماي من كل عام عيدا عالميا للشغيلة تخليدا لكفاح عمال شيكاغو الذين تمكنوا بعد كفاح مرير سقط خلاله شهداء وجرحى في مثل ذلك اليوم من سنة 1886 من فرض يوم عمل بثمان ساعات .

كان نضال العمال ضد الاستغلال الرأسمالي مبكرا، متدرجا من المطلبية النقابية و التنظيم الحرفي نحو التنظم الحزبي عندما راكمت الطبقة العاملة الوعي و التجربة فشكلت أحزابها الثورية في بلدان كثيرة وخاضت صراعا مريرا ضد سلطة رأس المال ثم وحدت تنظيميا كفاحها على نطاق عالمي فكانت الأممية الشيوعية الأولى بقيادة ماركس وأنجلس .

عرفت الطبقة العاملة أثناء كفاحها الهزائم أحيانا بسبب عدم امتلاكها للنظرية الثورية التي توجه خطاها وتفشّي مرض الانتهازية وأحيانا أخرى بسبب التردد وضعف التجربة مثلما حدث إبّان كومونة باريس ولكنها عرفت الانتصارات المجيدة أيضا، ومنها ثورة أكتوبر 1917 البلشفية بقيادة الحزب الشيوعي الروسي وزعيمه معلم البروليتاريا فلاديمير ايليتش لينين كما تمكنت الطبقة العاملة المتحالفة مع الفلاحين الفقراء من الانتصار على عدوّها الطبقي والوطني في الصين بقيادة الزعيم الشيوعي العظيم ماوتسي تونغ، ثم تتالت انتصارات الطبقة العاملة في أنحاء كثيرة من العالم تلاها هجوم استراتيجى عام من قبل الامبريالية لا يزال متواصلا حتى الآن.

كان للثورتين الظافرتين في الاتحاد السوفييتي والصين الشعبية دورهما المباشر في تقويض الهيمنة العسكرية الامبريالية على المستعمرات في فترة الخمسينيات والستينيات، بما فيها تونس التي اندلع فيها الكفاح المسلح فارضا على الامبرياليين الفرنسيين تحويل استعمارهم من استعمار مباشر إلى استعمار غير مباشر لخداع الشعب.

ودفعت تلك الانتصارات الامبريالية إلى استعمال أنظمة عميلة تسهر على حماية مصالحها ولكن النضال ضدها لم يتوقف وانقسمت المجتمعات في المستعمرات الجديدة إلى كتلتين رئيسيتين : البورجوازية العميلة وملحقاتها من جهة والبروليتاريا الصناعية والفلاحين الفقراء من جهة أخرى.

ولم تخرج تونس عن هذا الإطار العام حيث تكفلت الرجعية الدستورية بتأمين مصالح الامبريالية العالمية فكان في مواجهتها الكفاح العمالي والشعبي بمحطاته النضالية الكبرى وأهمها انتفاضتا 26 جانفي 1978 و 3 جانفي 1984 وصولا الى انتفاضة 17 ديسمبر2010 التى لم تتمكن من تحقيق مهمتها الرئيسية التي اختزلها شعارها التاريخي : الشعب يريد اسقاط النظام بسبب غياب حزب الطبقة العاملة وتشتت صفوف الثوريين وخيانة الانتهازيين، وهو ما مكّن الامبريالية من تدارك أمرها فاستدعت بديلها الاحتياطي : الرجعية الدينية لتحل محل المنظومة الدستورية المنهكة. ولم تخيّب تلك الرجعية ظنها عندما أسرعت إلى قمع العمّال و مجموع الشعب فهاجمت مقرّات الاتحاد العام التونسي للشغل وألقت عليها القمامة وقمعت تحركات 9 أفريل 2012 وأطلقت على المتظاهرين في سليانة الرصاص المتشظي (الرش) ونظمت الاغتيالات ورفض نواب تلك الرجعية في "المجلس التأسيسي" مشاريع قوانين تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني وسيادة الشعب على ثرواته ورفض خلاص ديون بن علي، وتم تحميل العمال سبب الأزمة الاقتصادية الحادة وغض الطرف عن سياسة النهب الممنهج الذي تتبعه الامبريالية في تونس وتوقيع الاتفاقيات الإجرامية المشبوهة في قطاعات النفط والغاز والملح وقد يكون ما خفي أشد وأدهى.

إنّ حزب النضال التقدمي وحزب الكادحين الوطني الديمقراطي إذ يحتفلان هذا العام بالعيد العالمي للعمال تحت شعار: لا ثورة بدون وحدة الثوريين مفعمان بالإيمان الراسخ بانتصار الطبقة العاملة، وإذ يحييان جماهير الشعب التي أجبرت الامبريالية على الالتجاء إلى البدائل السياسية الاحتياطية مكرهة فإنهما يؤكدان على ما يلي :

1- إنّ الهجوم الاستراتيجي العام الذي تنفّذه الامبريالية منذ أعوام على العمال والشعوب والأمم المضطهَدة محكوم بالفشل لا محالة فطالما هناك استغلال وقمع واضطهاد فهناك ثورة.

2- إنّ الكفاح ضد الامبريالية وعملائها من الرجعيين الدستوريين والظلاميين وغيرهم يمثّل القاعدة الصلبة لوحدة الثوريين في تونس .

3- إنّ الحسم الفعلي مع الانتهازية مسألة حيوية لا يمكن دونها التقدم نحو إنجاز مهام التحرر الوطني وبناء الاشتراكية.

4- إنّ بناء جبهة ثورية في هذه المرحلة مهمة يقتضيها الوضع المتسم بامتلاك الرجعية للسلطة السياسية وسمسرة الانتهازية "اليسارية" بمصالح العمال وعموم الشعب.

5- يمثّل بناء الحزب الثوري الموحد للطبقة العاملة مهمة أساسية يتطلب إنجازها فتح باب النقاش الفكري والسياسي وتوحيد الممارسة الميدانية .


حزب الكـادحين الوطني الديمقراطي – حزب النضال التقدمي

تــونس 1 مـــاي 2014

الشعوب والانتخابات: قصّة حبّ قصيرة

تتزايد ظاهرة امتناع السكان عن المشاركة في التصويت في الانتخابات التي تجري في مختلف انحاء العالم. ولا تقتصر هذه الظّاهرة على المستعمرات...

 
 
 
bottom of page