كــأس العــالم : تجـارة الأفيــون المعاصر

يستنفر الإعلام البرجوازي كامل طاقته بمناسبة الدورة العشرين لكأس العالم التي افتتحت فعالياتها هذا اليوم الخميس 12 جوان 2014 و تقوم القنوات الإذاعية و التلفزية والجرائد بتغطية الحدث بكثافة وتتبارى في نقل الحفل الافتتاحي مثلما تتنافس على احتكار نقل المباريات التي ستجري فى احدى عشرة مدينة برازيلية بين اثنين وثلاثين فريقا من بينها فريق عربي واحد وهو الفريـق الجزائــري.

و تجري هذه الدورة في خضم احتجاجات الكادحين في طول البرازيل و عرضها، وهى الاحتجاجات التي انطلقت منذ العام الماضي و شارك فيها أكثر من مليون كادح في عشرات الشوارع بالمدن البرازيلية المختلفة، تنديدا بصرف 11.3 مليار دولار في بناء الملاعب و غيرها أي ما يساوي تقريبا ثلثي ميزانية الدولة التونسية خلال عام كامل بينما يعيش ملايين الكادحين البؤس و تتفشى في البلاد البطالة و الجريمة والفســاد ولا يجد آلاف الأطفال من مــأوى لهم غير الشوارع .

و يهدد المحتجّــون الآن بإغلاق الطرق المؤدية إلى الملاعب و الدخول في إضرابات واسعة في الاحدى عشر مدينة التي ستشهد المباريات و هناك حالة هلع في صفوف الرجعية من أن تشمل تلك الإضرابات المطارات و محطات القطار و الميترو وتتحــوّل إلى احتجاجات عنيفة.

و قد واجهت الدولة البرازيلية التى تقودها " اليسارية " المزيفة ديلما روسيف الاحتجاجات بوحشية مما أدّى الى جرح و اعتقال المئات من الكادحين. و وصفت شبكة سكاى نيوز الاخبارية الامريكية المحتجين بالمخربين الذين أضرموا النار في نسخة مقلدة من كأس العالم لكرة القدم ارتفاعها 6 أمتار.

سيتمتع البرجوازيون بجني الأرباح و إشهار بضائعهم و أفكارهم و قيمهم الهابطة خلال هذه المناسبة الرياضية و سينجحون مرة أخرى في تزييف وعي الكادحين عبر تحويل لعبة شعبية إلى أفيون إعلامى و تجاري بينما يموت ملايين الناس بسبب الحرب و الجوع والبطالة والاستغلال و المرض، و في المقابل سيجد الكادحون في ذلك فرصة لإعــلان رفضهم لعالم الاستغلال والنهب و النفاق و هذا ما دشنه المحتجون البرازيليون الذين يستحقون تحية إكبارو إجلال لما يقومون به في بلد يعد عاصمة لعبة كرة القدم في العالم كله فهم يفتحون بكفاحكم أعين المضطهَـدين على إحدى الحقائق التي تخفيها البرجوازية وهي تحويل الرياضة إلــى تجارة .

طريــق الثّـــورة، جوان 2014