منجم للفسفاط بالمكناسي مع تأجيل التنفيذ
- partielkadihines
- 20 juil. 2014
- 2 min de lecture
يعود استغلال منجم الفسفاط في المكناسي إلي حقبة الاستعمار المباشر، ليتوقف مع تركيز سلطة بورقيبة حتى سنة 2013، عندما انطلقت فكرة إحيائه ورفع الغبار عنه من طرف الكادحين والمعطلين عن العمل و خلال فترة وجيزة تحولت الفكرة إلي اعتصام واجهته سلطة 23 أكتوبر بالتضييقات والملاحقات وصولا إلى تدخل قوات القمع البوليسية لفضه و اعتقال المشاركين فيه .
لقد تعاملت حكومة الترويكا مع مطالب المعتصمين باللامبالاة والازدراء حينا والقمع أحيانا أخرى كما حركت أعوانها في الجهة لتكفير المعتصمين الذين ردوا برفع شعار "الجوع كافر". و عندما فشلت مساعيها هذه حاولت شراء الذمم وتقسيم الصفوف وهو ما قابله المعتصمون بالاحتقار و التصميم على الانتصار مؤكدين أن من لم يشتره بن علي طيلة سنــــوات لا يمكن لمن خلفه أن يغريه بأي ثمن كان .
و بالرغم من كل ذلك نجح المعتصمون في كسب ثقة الجماهير الشعبية بالجهة فكانت المظاهرات المساندة للاعتصام التي شارك فيها عدد هام من الكادحين مما جعل الرجعية تعيد حساباتها و ترضخ للتفاوض مع المعتصمين و هو ما أفضى إلى توقيع محضر جلسة بحضور ممثلين عن المعتصمين وممثل عن وزارة التشغيل و آخر عن شركة فسفاط قفصه والوالي وكاتب عام الاتحاد المحلي للشغل و قد تضمن المحضر المذكور الاتفاق على إعادة تشغيل المنجم.
و عندها تحرك أعوان السلطة في الجهة لترويج أكذوبة تقول أن الترويكا فكرت في إحياء المنجم قبل الاعتصام لتوفير الشغل و تنمية المنطقة وهو ما لم يثر سخرية المعتصمين وحدهم بل أغلب سكان المكناسي الذين يعرفون "البير وغطاه"، فسلطة الترويكا وخاصة حركة النهضة بعد افتضاح وعودها الزائفة حول التشغيل والتنمية وفرض الجماهير مطالبها عليها سعت إلى استثمار التنازلات التي أجبرت عليها لتقوية رصيدها الانتخابي في المواعيد القادمة ولكنها كما ذكرنا جلبت على نفسها السخرية بينما زاد احترام الجماهير الشعبية للمعتصمين .
و بالإضافة إلى اليمين الديني حاولت الانتهازية المتحالفة مع اليمين الدستوري المعاد بناؤه في نداء تونس تخريب الاعتصام بالركوب على الأحداث فلم تجن هي الأخرى سوى الخسران لإدراك المعتصمين ان الرجعية الدستورية وحلفائها الانتهازيين هم آخر من يمكنه الحديث عن تشغيل المنجم الذي أغلق بورقيبة و بن على أبوابه عشرات السنين مما حرم جهة المكناسي من التنمية واستغلال ثرواتها الطبيعية لتشغيل أبنائها.
و اليوم تتلكأ الحكومة التي يقولون عنها إنها حكومة كفاءات وطنية محايدة في تنفيذ الاتفاق آنف الذكر متعللة بأسباب أمنية تحول دون إعادة تشغيل المنجم فسكان المكناسي سيتقاتلون حسب زعمها فيما بينهم لأنهم غير متفقين على من سيشتغل في المعمل مستقبلا مصورة إياهم في ثوب الهمج الذين سيفتكون ببعضهم البعض، و للتمويه واستغلال عامل الزمن تقوم بتشغيل أربعة أفراد في عمليات التنقيب على الفسفاط بينما يعلم القاصي و الداني ان الخبراء قد أكدوا منذ وقت طويل ان مشروع المنجم ناجح تماما بالنظر إلى ما تحتويه المنطقة من مخزون مهم للفسفاط .
و في الحقيقة فان القنبلة الموقوتة التي تهدد بالانفجار ليست الفتنة بين السكان بل عدم تنفيذ الاتفاق الذي يقضي بتشغيل المنجم فحكومة مهدي جمعة تصب بذلك الزيت على النار في جهة سريعة الالتهاب ومعروفة بعمق رفضها للظلم والاضطهاد و هي التي كتبت صفحات مشرقة في الكفاح ضد المستعمرين الفرنسيين والنظام العميل بعد ذلك.
طريـق الثّــورة، جــوان 2014
