top of page

اليسار الانتهازي في تونس يتاجر بالدين

  • Photo du rédacteur: partielkadihines
    partielkadihines
  • 21 juil. 2014
  • 2 min de lecture

t thawra.png

ليست التجارة بالدين في تونس حكرا على حركة النهضة الإسلامية و أضرابها من الجماعات اليمينية الدينية كما يعتقد و إنما يتقاسمها معها اليسار الانتهازي فخلال الحرب في أفغانستان أصدر حزب العمال الذى يتزعمه حمه الهمامى بيانا أعرب فيه عن انحيازه لحركة طالبان معتبرا إياها قوة وطنية تخوض الصراع ضد الامبريالية الأمريكية و كان وقتها متحالفا مع حركة النهضة فأراد التقرب إليها بمثل ذلك الموقف أما عندما اندلعت مواجهات دينية في بورما فقد وجه دعوة للتظاهر في شوارع تونس دعما للمسلمين في هذا البلد ، وخلال الحملة الانتخابية ظهر حمه مع محجبات في صور كثيرة للايحاء انه ليس ضد الحجاب والمحجبات كما تباهى بدفاعه عن السلفيين و ظهر في صور مع بعضهم وخلال سقوط قتلى منهم أثناء الهجوم على سفارة الولايات المتحدة الامريكية صرح قائلا أنه مع حرمة الدم التونسي و أن التونسي لا يجب أن يقتل التونسي تحت أي طائل كان أما عندما سئل ما إذا كان مسلما أم لا فقد أجاب انه مسلم و أن الإسلام دين الشعب وعندما أيقن أن صفة الشيوعى التي كان يقترن بها اسم حزبه تتناقض مع ذلك تخلى عنها بسرعة .

يصدق حمه الهمامى وهما طالما كانت الانتهازية ضحية له و يتمثل في اعتقادها ان التنازلات الإيديولوجية كفيلة بلف الشعب حولها لذلك لا تجد حرجا في رمى الماركسية وراء ظهرها كلما تعلق الأمر بتحقيق تلك الغاية و هي لا تفعل ذلك بوضوح غالبا وإنما تلجأ إلى النفاق مقطعة أوصال كلمات ماركس و غيره من القادة الشيوعيين حتى تتناسب مع تلك التنازلات .

و يشارك كثير من قادة اليسار الانتهازي حمة الهمامى هذا السلوك و يتبارون معه في ملعب التنازلات تلك فشكرى بلعيد على سبيل الذكر أعلن هو الآخر إسلامه و بسمل وحمدل و كبر ثلاثا في مناسبات عدة و تباهى بصداقاته القديمة مع قادة من حزب النهضة الإسلامي وبدفاعه كمحام عن سجناء السلفية الجهادية قبل أن تغتاله رصاصات هذا الأخيرة . وقبل ذلك بسنوات ظهر محمد حرمل الأمين العام السابق لما كان يسمى الحزب الشيوعي التونسي و نجيب الشابي الأمين العام السابق لما كان يسمى التجمع الاشتراكي التونسي و هم يصليان صحبة زين العابدين بن على بمناسبة ليلة القدر .

و إذا عدنا إلى الربح و الخسارة من هذه التجارة أمكننا اكتشاف مدى كسادها إذ لم تجلب لأصحابها غير الخسران فهؤلاء الذين أرادوا من ورائها كسب القلوب للوصول إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع لم يغنموا شيئا يذكر بل إنهم زادوا بصنيعهم ذاك شعبية اليمين الديني الذي استغل تنازلاتهم الإيديولوجية للبرهنة على نفاقهم .

و يسود اعتقاد لدى جزء من الشعب أن من يغير لونه الايديولوجى بمثل تلك السهولة و السرعة و يتخلى عما كان يعتبره مبادئ أساسية لا تقبل الطعن غير جدير بالثقة فمن يبيع المبادئ اليوم يبيع الشعب و الوطن غدا إذا وجد لذلك سبيلا .

طريــق الثّــورة، جــوان 2014


الشعوب والانتخابات: قصّة حبّ قصيرة

تتزايد ظاهرة امتناع السكان عن المشاركة في التصويت في الانتخابات التي تجري في مختلف انحاء العالم. ولا تقتصر هذه الظّاهرة على المستعمرات...

 
 
 
bottom of page