حريق طائفي في العراق
- partielkadihines
- 21 juil. 2014
- 2 min de lecture

لا تزال قوات داعش متمركزة في الموصل و تكريت بل إنها دخلت البارحة و صباح اليوم مدينة تلعفر و هناك انباء عن إعدامات جماعية و تدمير كنائس وأبنية أثرية و رغم قلة عددها فان قوات المالكى فرت أمامها تاركة أسلحتها وثكناتها ففي العراق لا وجود لجيش وطني و إنما هناك جيش من المرتزقة صرفت عليه عشرات المليارات من الدولارات و جهز بأفضل الأسلحة الأمريكية و البريطانية و الفرنسية و لكنه فاقد للروح الوطنية طالما يحتل الأمريكيون بشكل خاص البلاد منذ غزوها سنة 2003.
و يجد الامبرياليون الأمريكيون أنفسهم في حرج شديد فحملة الحرية للعراق والعدالة بدون حدود تمخضت عن ميليشيات لا أول لها و لا آخر والاستقرار المنشود كان مجرد شعار أجوف أما الحقيقة فهى عراق منهك و مدمر و مقسم يتحكم فيه أمراء الحرب والطوائف المتنازعة لذلك سارعت روسيا الى القول ان ما يحدث في العراق يؤكد فشل السياسة الأمريكية و هو الفشل نفسه الذي نجده في افغانستان و ليبيا على سبيل الذكر.
و يدرك الأمريكيون دور إيران في العراق و حجم تثيرها الطائفي و لا شك انهم رتبوا معها الكثير من الأمور قبل الغزو الأخير لبلاد الرافدين لآجل ذلك يعرضون عليها مجددا خطة مشتركة للتحرك العسكري تؤدى الى إعادة الأمور الى ما كانت عليه عسكريا مع ترتيب حل سياسي يخرج بموجبه المالكى و حزب الدعوة من موقع احتكار الحكم الى موقع المشارك فيه فقط .
و في نفس الوقت يحشدون قوتهم فإحدى بواخرهم الحربية التى تحمل على متنها اكثر من 500 عسكري دخلت الخليج وهناك حاملة الطائرات جورج بوش في المنطقة والناطق باسم الجيش الايرانى أكد من جهته أن القوات الإيرانية تنتظر أوامر أية الله على خامنئى للتحرك باتجاه الحدود مع العراق و انباء عن وصول ألفى جندي ايرانى الى العراق.
اما الحكام السعوديون والقطريون فيصفون ما يحدث بانه ثورة العشائر السنية التى همشتها سلطة المالكى و تكاد لا تمر ساعة دون ان تنقل وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرتهم أنباء عن "الثورة" في العراق مبرئين داعش ومقللين من قيمتها و ذلك لدفع خطر الجماعات الأصولية السنية بتوجيهها صوب ايران لفك الحصار عن حلفائهم في سوريا الذين لحقت بهم خسائر جسيمة مؤخرا ويشرفون على الاستسلام.
و يمكن للصراع أن يتطور إلى حرب إقليمية بإخراج أمريكي دقيق و ماكر يتقاتل فيه السنة والشيعة و تتورط فيه القوميات العربية و الكردية و التركمانية وغيرها لعشرات السنين القادمة ويدفنون بعضهم البعض في رمال الصحراء بينما تغنم أمريكا و أوربا الذهب الأسود و ينعم الكيان الصهيوني بالأمان ، فيا شعوب الشرق المضطهدة والمقسمة و المستعمرة قاومي الامبريالية والطائفية والظلامية واتحدي ... اتحدي ....من أجل التحرر والاشتراكية .
طريــق الثّــورة، جـــوان 2014