top of page

صفقة انتخابية في تونس برعاية الامبريالية

  • Photo du rédacteur: partielkadihines
    partielkadihines
  • 21 juil. 2014
  • 3 min de lecture

أخيرا أفصح الباجى قائد السبسي عن حقيقة طالما نبهت أليها جريدة طريق الثورة وهي أن الدستوريين المعاد بناؤهم من خلال نداء تونس يتجهون نحو تقاسم السلطة مع النهضة بموجب صفقة باريس و إنهم سيتخلون عن اليسار الانتهازي المتحالف معهم في جبهة الإنقاذ و الاتحاد من أجل تونس وسيلفظونه لفظ النواة في الوقت المناسب.

و اليوم فإنه بعد شهر العسل بين الطرفين الأخيرين جاء وقت الطلاق عندما أعلن السبسي أن نداء تونس لن يشكل قائمات انتخابية موحدة مع أحد وأنه سيتقدم بقائمات خاصة به . وقد أرسل نداء تونس بذلك رسالتين في اتجاهين مختلفين :

الاتجاه الأول : يتمثل في الأحزاب التي تحالفت معه منذ البداية في إطار الاتحاد من أجل تونس مثل حزب العمل الوطني الديمقراطي و الحزب الاشتراكي والمسار الاجتماعي بالإضافة إلى الجبهة الشعبية المتحالفة معه بعد ذلك ضمن جبهة الإنقاذ، وقد اعتقدت هذه القوى أن انتصارها سيكون تحت قيادة نداء تونس حتى أنها تصورت أنها أصبحت قاب قوسين أو أدني من حكم البلاد بل إن أحد زعمائها توعد النهضة بالقول إن النداء سيسحقها في الانتخابات القادمة.

و قد أيقظها السبسي الآن من سباتها وبدد أحلامها بتأكيده أن المشهد السياسي القادم سيقوم على اقتسام السلطة بين النداء و النهضة أساسا و إن وجدت قوى أخرى فإن دورها سيكون محدودا فالتوازن المنشود يتطلب قوتين متوافقتين متفاهمتين لا أكثر.

وهو ما أدخل الارتباك و الحيرة والاضطراب بين صفوف اليسار الانتهازي فالجبهة الشعبية التي غادرتها أغلب مكوناتها أصبحت إطارا أجوفا فاقدا لأي روح حتى إنها في التصويت على أسبقية الانتخابات التشريعية أو الرئاسية انقسم مكوناها الأساسيان فسار أحدهما خلف نداء تونس و الآخر خلف النهضة أما من كان مختبئا خلف النداء ضمن تحالف الاتحاد من أجل تونس فقد هرع إلى تشكيل جبهة جديدة على عجل ليس لها من مقومات الجبهات غير اسمها بل حتى الاسم كان مطابقا لاسم فصيل سياسي آخر و هو ما يدلل على حجم الارتباك .

و المثير للسخرية أن تلك القوى التي سبحت بحمد نداء تونس طويلا و رفعته فوق أكتافها أصبحت بعد أن قلب لها السبسي ظهر المجن تتحدث دون خجل يذكر عن ضرورة كسر الاستقطاب الثنائي بين النهضة و النداء في اتفاق متأخر جدا مع شعارات اليسار الثوري .

الاتجاه الثاني : حركة النهضة ، مطمئنا إياها بأنه حزب وفي لوعوده و مواثيقه منذ لقاء باريس بين الغنوشى و السبسي فالنداء سيتقاسم السلطة مع النهضة بعيدا عن الغرباء الذين انتهت صلوحيتهم، وإن الوقت قد حان لترتيب البيت المشترك وهو ما يقتضي أيضا أن تدخل النهضة الانتخابات بقائمات خاصة بها و أن تتخلى عن شقيقاتها من الحركات اليمينية الدينية المثيرة للشكوك من جهة و عن شركائها الحاليين أي المؤتمر والتكتل من جهة ثانية وأن تقبل بتوزيع الأدوار فللرئاسة رجالها و لرئاسة الحكومة والبرلمان أيضا ولكل حسب وزنه في ميزان الامبريالية أما الكادحون فقد تكفل القمع المادي والمعنوي والتفقير والتجويع والعطش و الانتحار و الإرهاب والمخدرات والهجرة بإخراجهم من دائرة التأثير السياسي لذلك لا يجب الخوف منهم و لا التعويل عليهم .

و ما يمكن استخلاصه أن الصفقة التي بدأت في باريس قبل أشهر و أثمرت بعد ذلك حكومة مهدى جمعة هي الآن قيد التنفيذ و خلفها هناك أكثر من راع في باريس وبرلين و واشنطن و هم الذين يمثلون المراكز الامبريالية الأساسية المهيمنة على تونس، و قد أدركت قطاعات مهمة من الكادحين طبيعة وحجم تلك الصفقة و هو ما انعكس على القرف من " اللعبة " السياسية التي تفوح منها رائحة النفاق و الخداع و البيع والشراء.

وقد ترتب عن مختلف هذه الوقائع بروز موقف غريزى من الانتخابات لدى الكادحين باعتبارها محسومة النتائج سلفا طالما تتحكم بها الصفقات و الإعلام الفاسد والمال السياسي و التوظيف الديني و تدخل الرجعية العربية و العالمية واستعمالها كأداة لقطع الطريق على حل المسألتين الوطنية و الطبقية اللتين فجرتا انتفاضة 17 ديسمبر، لأجل ذلك هناك إقبال ضعيف جدا على التسجيل في قوائم المشاركة في الانتخابات القادمة و هو ما يثير فزع الرجعية التي تلطم خدها وتتظاهر بالدفاع عن الديمقراطية والوطن و المواطنة بينما هدفها إضفاء الشرعية الشعبية على صفقاتها المريبة .

طريــق الثّــورة، جــوان 2014

الشعوب والانتخابات: قصّة حبّ قصيرة

تتزايد ظاهرة امتناع السكان عن المشاركة في التصويت في الانتخابات التي تجري في مختلف انحاء العالم. ولا تقتصر هذه الظّاهرة على المستعمرات...

 
 
 
bottom of page