كرنفال انتخابي في تونس
- partielkadihines
- 21 juil. 2014
- 2 min de lecture

حدّد المشرفون على "الكرنفال الانتخابي" في تـونس يوم 23 جوان 2014 كموعد رسمي لانطلاق عمليّة التسجيل في الانتخابات القادمة والتي ستتواصل لمدّة شهر كامل. وقد جُنّدت جميع الوسائل للدّعـاية لهذه العمليّة، وهكذا فإنّ تونس ستعيش انطلاقا من هذا التاريخ على وقع الكرنفال المذكور الذي سيطول أمده حتى 26 أكتوبر موعد الانتخابات التشريعية و23 نوفمبر موعد الانتخابات الرئاسية .
ويأتي الإعلان عن موعد الانطلاق الرّسمي لهذا الكرنفال بعد أشهر من الحملات الإعلامية و الحوارات السياسية المرتبطة بشكل مباشر بالانتخابات على غرار أسبقيّة التشريعيّة عن الرئاسيّة أو العكس وتشكيل هيئة الانتخابات والقانون الانتخابي... الخ. ولئن تمّ التوصّل إلى حلّ بعض هذه المسائل من ذلك تسبيق التشريعية على الرئاسيّة وتكوين الهيئة المشرفة على العمليّة الانتخابيّة، و تحديد مواعيد الاقتراع فإن المشكل الأهم و هو إقناع الكادحين بجدوى الانتخابات لم يحل بعد وسط جو عام من التذمر من ارتفاع الأسعار و تفشى البطالة و الانتحار والإرهاب و تدخل القوى الامبريالية في تحديد مصير البلاد من خلال تنظيم الصفقات بين الرجعيتين الدينية والليبرالية.
وقد استحوذت الترتيبات " الانتخابية" على اهتمام السلطة والمعارضة المتواطئة معها وكوّنت لأجلها اللّجان ونظّمت الحوارات والملتقيات والنّدوات.. وتتالت التصريحات والتصريحات المضادّة وتعالت الأصوات من كلّ الجهات. ونظرا لكثرة التفاصيل التي يتمّ طرحها في علاقة بهذا الكرنفال يجد الكادحون أنفسهم في مواجهة حملات التضليل السياسي والايديولوجى الهادف إلى تحويلهم إلى متابعين سلبيين لتفاصيل كرنفال من الكذب و النفاق تسود فيه مسرحيات عناوينها الدين والوطن و الأخلاق فيدعى ثعابين السياسة والاقتصاد والإعلام الدفاع عن الله و تونس والعلم والشهداء والخير و الفضيلة الخ ...
وعن طريق الدعاية المضللة يتمّ استدراج الشعب لنسيان مطالبه الأساسية في التحرر والشغل والأرض والعدالة الاجتماعية والتركيز على منافسة انتخابية خالية من أية شروط تكفل فعليا حل المشاكل الوطنية و الديمقراطية .
وتدريجيّا يتمّ قصف العقول وتحويلها إلى مجرّد أوعية تشحن بالموادّ المتعلّقة بهذا الكرنفال ، و حتّى المــوادّ الأخرى يتمّ ربطها بطريقة ما بموضوع الانتخابات. فالاحتجاجات الاجتماعيّة لا تخدم الانتخابات والغشّ في الباكلوريا كذلك والإرهاب والتغيّب عن العمل و مباريات كرة القدم قد يؤثّر على السير العادي لبرنامج الانتخابات التى أصبحت بمثابة "المهدي المنتظر" الذي يجب على الجميع السهر علي قدومه ليلا نهارا والعمل بكلّ جدّ وكدّ من أجل استقباله بما يليق به من التكريم و التبجيل ، أمّا من عارض ذلك فسيرتّب في صفوف خونة الوطن .
تتوهم الرجعية ان كذبها هذا يمكن ان ينطلى على الكادحين طالما حبكت تفاصيل كرنفالها الانتخابي ببراعة وعناية وحشدت وسائل إعلامها للقيام بذلك وهي تمني النفس باستقرار نظامها خلال السنوات القادمة و لكن المضطهدين في المعامل والحقول والمعطلين في الشوارع والمقاهي والمنتفضين الذين غدرت بأحلامهم وحوّلتها إلى كوابيس يعرفون الآن و بدرجة اكبر من السابق أن المباراة الانتخابية لعبة هزلية تتحكم بخيوطها الامبريالية و أعوانها و بالتالي فليس لها من الديمقراطية إلا اسمها .
طريــق الثّــورة، جــوان 2014