top of page

مـــا الـعـــمل ؟

  • Photo du rédacteur: partielkadihines
    partielkadihines
  • 3 août 2014
  • 2 min de lecture

افتتاحيّة العدد الجديد من جريدة طريق الثّــورة

سقط عدد من الجنود ضحايا لهجمات جديدة في جبال الشعانبي و سمامة وكالعادة عاد المهاجمون الذين ينتمون لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لقواعدهم سالمين فبعد وضع الألغام و الاختفاء مروا إلى الاشتباك المباشر بل إنّهم أصبحوا يهاجمون حتى الطائرات التي تقتفي أثرهم فيطلقون عليها النار وهناك أنباء تفيد باعتراضهم سبيل حافلات النقل العمومي للبحث عن المنتسبين للجيش والحرس والشرطة بما يذكر بما حدث في الجزائر طيلة عقدين من العنف الأسود الذي تطور بعد ذلك لكي تكون ضحيته المباني العامة مثل الاحياء السكنية والأسواق والمعاهد والجامعات والثكنات والمستشفيات ومصافي البترول حيث ارتكبت مجازر مروعة راح ضحيتها مئات الآلاف من البشر.

و في ردود الأفعال الشعبية رفضت بعض العائلات تأبين أبنائها من قبل منصف المرزوقي الرئيس المؤقت وعرفت العديد من المدن و القرى التي استقبلت رفات الجنود الضحايا مسيرات عارمة رفعت خلالها شعارات تندد بالإرهاب الديني وتحمّل حركة النهضة المسؤولية عنه مؤكدة الاستعداد التام لمقاومة هذه الظاهرة و في بعض الجهات ساهم مواطنون عزل من السلاح في إيقاف عناصر إرهابية كانت متخفية.

أمّا على المستوى الرسمي، فإنّه بعد نفي تام لوجود مسلحين في الجبال ثم الاعتراف بوجودهم لاحقا والحديث عن تدمير أوكارهم و تطهير الشعانبي منهم يجري الآن الإقرار بوجود العشرات منهم بينما تتحدث قنوات إخبارية محلية في تحقيقاتها الميدانية عن المئات الذين يتمركزون في الجبال و بعض الأحياء الشعبية في مدن مختلفة خاصة في الجنوب الغربي والشمال الغربي حيث ينتشر الفقر و البؤس بين الكادحين .

وقد خرجت مسيرة في العاصمة ضمت الأطراف الأساسية المشاركة في "الحوار الوطني" وخاصة اليمينين الديني والليبرالي للتنديد بالإرهاب وسط شعارات الوحدة الوطنية و المناداة بمؤتمر لمقاومة الإرهاب و هو ما أثار استهجان عائلات الضحايا التي تحمّل أغلبها تلك الأطراف أو البعض منها على الأقل المسؤولية عما يجري. ومن جانب آخر سرعان ما شد مهدي جمعة رئيس الحكومة المؤقت الرّحال للاستنجاد بالجزائر، أمّا المجلس التأسيسي المنتهية شرعيته القانونية منذ وقت طويل فقد تحامل على نفسه ليصدر قانون الإرهاب المثير للجدل في نسخته الأوّلية قبل أن تعلن وزارة الدفاع رسميا وبعد تردد عن استقالة الجنرال محمد صالح الحامدي رئيس أركان جيش البر وانتشار أخبار عن قرب حدوث انقلاب عسكري.

و ازدادت مشاعر الاضطراب و الخوف والحيرة و الترقب قوة مع سيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة في العراق وإعلانه تأسيس دولة الخلافة الإسلامية من جهة وانفجار الأوضاع في طرابلس وبنغازي و عدد من المدن الليبية الأخرى من جهة أخرى حيث أدّت المعارك الضارية إلى سيطرة تنظيمات قريبة من القاعدة على مواقع إستراتيجية جديدة ممّا أدّى إلى تدفق عشرات الآلاف من الليبيين والمصريين وغيرهم على المعابر الحدودية بين تونس و ليبيا .

و في خضمّ ذلك كلّه تبدو الحركة الشعبية حتى الآن عاجزة عن مجابهة التحديات، فالاتحاد العام التونسي للشغل لا تزال قيادته تصر على لعب دور الوسيط المحايد بين الأطراف المتنازعة والأحزاب الإصلاحية لا همّ لها غير التفكير في الحصول على بعض المقاعد النيابية خلال الانتخابات القادمة. أمّـا القوى الثورية فهي، فضلا عن تشتتها وانقسامها وعدم امتلاكها لخطّة عملية للمواجهة، محاصرة من طرف الرجعية و يبدو الشعب و كأنّما ترك لمصيره ليواجه الكارثة القادمة بخطى حثيثة، مما يفرض على الثوريين العمل عاجلا على تغيير موازين القوى الحالية لصالح الكادحين باعتماد شتّى السبل الكفيلة بتحقيق ذلك.


جـــويلية / أوت 2014

الشعوب والانتخابات: قصّة حبّ قصيرة

تتزايد ظاهرة امتناع السكان عن المشاركة في التصويت في الانتخابات التي تجري في مختلف انحاء العالم. ولا تقتصر هذه الظّاهرة على المستعمرات...

 
 
 
bottom of page