لا تتوفّر الشروط الاساسيّة لإجراء انتخابات نزيهة في تونس
- partielkadihines
- 14 août 2014
- 2 min de lecture

أصدر حزب الكادحين الوطني الديمقراطي وحزب النضال التقدمي بيانا تضمن دعوة الجماهير الشعبية إلى مقاطعة الانتخابات مؤكدين عدم خوضهم غمار الإنتخابات البرلمانية والرئاسية في ظل ما أسموه استمرار الانقلاب على الانتفاضة الشعبية وعلى شعاراتها التاريخية .
يستند قرار حزب الكادحين القاضى بمقاطعة الانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة حسب تصريح الأمين العام للحزب فريد العليبي الى عدم توفر الشروط الاساسية لاجراء انتخابات نزيهة في تونس الان فالانتخابات عبارة عن مباراة بين قوى سياسية متعارضة او متناقضة ومن اسباب نجاح ذلك تكافؤ الفرص امام تلك القوى جميعها و بانعدام ذلك فان المباراة تكون مغشوشة و فاشلة لا محالة .
و حاليا تخضع العملية السياسية الى تدخل المال السياسي الداخلي والخارجي و الاعلام الفاسد و عودة التجمعيين و تلاعب الرجعية العربية و العالمية و تاثير الارهاب الديني و يحصل ذلك لفائدة احزاب بعينها وخاصة اليمينية الدينية و اليمينية الليبرالية بينما يجري فرض حصار شامل على الاحزاب الثورية و منها حزب الكادحين و الحجج على ذلك كثيرة متمثلة في وقائع تصل الى مستوى الفضيحة فعندما تتدخل دول في تمويل احزاب يمينية و تغدق عليها الهدايا فضلا عن النفخ في صورتها وتعترف مؤسسات اعلامية جهارا نهارا بان جهات عربية حاولت رشوتها بملايين الدينارات و يعود اباطرة التجمع الدستوري الى النشاط السياسي من الباب الكبير وتعقد الصفقات الانتخابية لتقاسم السلطة والتوافق على توزيع مراكز النفوذ قبل حتى ان تبوح صناديق الاقتراع بأسرارها .
و في رده عن نتائج المقاطعة الذي يفتح الباب أمام سيطرة النهضة على الحكم مجددا أجاب الأمين العام لحزب الكادحين: "نحن نرى ان النهضة و حلفاءها قد وصلوا الى السلطة سابقا بمقتضى اتفاق مع لاعبين كبار من وراء الستار لذلك قاطعنا انتخابات 23 اكتوبر 2011 ايضا و عقدنا ندوة سياسية مع قوى حليفة لنا و قلنا وقتها ان هناك حكاما قادمين من وراء البحار بقرار من الامبرياليين الامريكيين والأوربيين و بعض الرجعيات العربية و الاقليمية و اليوم نرى ان حركة النهضة لم تغادر السلطة بل تبسط يدها عليها من خلال السيطرة على القصور الثلاثة في قرطاج و القصبة و باردو و هي وحركة نداء تونس ستتقاسمان الحكم في الفترة القادمة برعاية قوى خارجية ايضا وهما على وعي بان اي طرف منهما لا يمكنه الحكم وحده بل بالتوافق مع الطرف المقابل" .
"أما نحن فسننسق مواقفنا و انشطتنا مع مجموعة من الاحزاب والمنظمات والجمعيات و عدد من المثقفين و النقابيين اي مع القوى التي تشاركنا هذا التقييم للوضع السياسي العام و اتخذت مثلنا قرار المقاطعة وقد أصدرنا بيانا مشتركا مع حزب النضال التقدمي يفيد ذلك وهناك خطوات أخرى قادمة فالمقاطعة لا تعني فقط عدم التصويت بل تعني ايضا المقاومة، مقاومة الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتغيير موازين القوى لصالح الكادحين لذلك كانت دعوتنا لايجاد اطار يجمع القوى المقاطعة للانتخابات على قاعدة مواصلة انتفاضة 17 ديسمبر حتى تحقق مهامها التاريخية بما من شانه ان يفتح الباب أمام إجراء انتخابات ديمقراطية في المستقبل فتونس تعيش ازمة على مختلف الأصعدة ولن تفلح الانتخابات القادمة بشروطها الحالية في حلها لذلك فان الكفاح السياسي والاجتماعي سيزداد قوة مع مرور الايام و ستلجأ الرجعية الى القمع والارهاب و هذا كله سيصاحبه فرز متواصل للقوى السياسية والاجتماعية وسيمكن البديل الثوري المرتكز الى شعارات انتفاضة 17 ديسمبر من أن يشق طريقه إلى الكادحين بمعنى ان البديل تمثله الانتفاضة نفسها ونحن متمسكون به وأوفياء لمن استشهد و جرح من اجله و لمن يواصل الآن الكفاح بطرق مختلفة في سبيله".
Comments