مــــا العمل ؟
- partielkadihines
- 14 janv. 2015
- 2 min de lecture
عـامٌ يرحلُ.. وعام يحلُّ، عام يرحل بعد أن صبّ أطنانا من المآسي على أكتاف المفقّرين فزاد في فقرهم وقوّى من نسيب أوجاعهم المكتومة أحيانا والصّارخة المدويّة أحيانا أخرى. وعام آخر ينتظر هو الآخر دوره ويتأهبّ ليشرع تدريجيّا في تكديس أثقــاله على ما تبقّى من أجساد الكادحين العليلة التي أنهكتها عذابات اللّيالي المظلمة الطّويلة ومشاقّ النّهارات البائسة المنقضية.
عام يمرّ بعد أن أغدق على المسحوقين بفائض كبير من الأحلام والآمال في السياسة و الاقتصاد و الثقافة التى تبين انها كالعادة انها لا علاقة لها بالواقع.
عام آخر مرّ بطيئا ثقيلا، ولم يتذوّق فيه المنتجـون والمنتجات في المصانع والمزارع من ثمار ما أنتجوه إلاّ الفتات وما قلّت قيمته فلم يجن فقراء الفلاّحين والعمّـال من ساعات كدحهم سوى المزيد من ضيق الحال وأشكال جديدة من الاستغلال، وكلّما زاد نهـارٌ نقص في صفوفهم ما علّقوه ذات يـوم من آمال. أمّا الأكداس المكدّسة من الثروات فقد شقّت طريقها كالعادة إلى حسابات أصحاب وصاحبات الأعمـال ومراكز المـال.
عــامٌ مريرٌ مرّ مُرّا مرارة العلقم وقد حمل في نهايته صناديق ملأى بوعود طويلة لا تنتهي.. كلّ من المهرولين إلى الصّناديق يعد بما يشتهي وبما لا يشتهي. صناديق من الوعود أشرف على صناعتها ملاّكو صناديق أكبر يعيشون في أبراج عالية يحرّكون ببراعة فائقة من وراء البحــار الدمى .
تنافس الرجعيون وأشبــعوا الشعب كلاما: سنعبر إلى برّ الأمان، سنقضي على الإرهاب، سنبني اقتصادا قويّا ونجلب الاستثمار... تسابقوا إلى قصر باردو ثمّ إلى قصر قرطاج.. ولمّا فُتحت الصناديق آوى من اختارتهم الصّناديق الكبرى إلى القصريْـن فيما آوى الكثير من اللاّهثين الجدد وراء تقبيل يديْ أسيادهم أملا في الحصول على بعض الفتات .
مرّ هذا العـام، ورغم مرارته وأثقـاله وأعبائــه، فإنّ الشّعب الذي تعوّد المقـاومة لم يستسلم، وفي مواجهة القمع والاستغلال والتضليل تواصلت حركة الإضرابات والاعتصامات وفي المحطة الانتخابية كانت المقاطعة ناجحة مسجلة أعلى النسب مقارنة بالانتخابات السابقة خاصة بين صفوف الشبيبة والجهات والأحياء المحرومة أين يعيش الكادحون. ومع العام الجديد تتواصل المقاومة و على من يريد نجاحها الانخراط فيها فلا نصر بدون تنظيم.
نوفمبر / ديسمبر 2014