top of page

مــا العمـــل ؟

  • Photo du rédacteur: partielkadihines
    partielkadihines
  • 22 févr. 2015
  • 2 min de lecture

يزداد نشاط الجماعات المسلحة اتساعا. بعد القصرين التي تمركزت بها أوّلا انتشرت بعد ذلك في الكاف و جندوبة و الآن تنتشر جنوبا حيث أفادت مصادر مختلفة أنّها اقتحمت منازل في أرياف سيدى بوزيد وقفصة للتزوّد بالمؤونة وبذلك يكون الشريط الحدودي المحاذي للجزائر قد أصبح شيئا فشيئا مجالا لانتشار تلك الجماعات. علما أنّ الاقتراب من جبل عرباط يعني التمركز في سلسلة جبلية تمتد من المغرب إلى ليبيا و هي سلسلة جبال الظهر المتوسط المرتبطة بجبال الأطلس وكانت تاريخيا الحاضنة الجغرافية للعمليات المسلّحة للمقاومين ضد الاستعمار الفرنسي في الجزائر و تونس والمغرب. ومع بلوغ العمليات العسكرية هذا المستوى قد يُترك سكان الأرياف بشكل خاص لمصيرهم و يتم الدفاع فقط عن مراكز المدن، ثم ونتيجة ضغط العمليات الهجومية للمجموعات المسلحة قد يُترك الجنوب لمصيره للدفاع عن الشمال و الساحل حتى تضيق الحلقة شيئا فشيئا ويصبح الدفاع فقط عن تونس المفيدة وتترك تونس غير المفيدة للجماعات المسلحة والطائرات بدون طيار التي تهاجمها بين الفينة و الأخرى أي تكرار السيناريو الجزائري في التسعينات والسيناريو الصومالي والمالي و اليمني والعراقي والسوري الذي يُنفّذ الآن . و يمكن معاينة توسّع ذلك النشاط من خلال الوقوف على ملابسات الهجوم الأخير في منطقة بولعابة، فقد هاجم مسلحون يُعتقد في انتمائهم إلى كتيبة عقبة بن نافع الموالية لمنظمة داعش سيارة تابعة لقوات الحرس كانت متمركزة في تلك المنطقة في ساعة متأخّرة من ليلة 17 فيفري 2015 وأطلقوا عليها وابلا من نيران الأسلحة الرشاشة مما أدّى إلى مقتل العناصر الأربعة التي كانت على متنها و الاستيلاء على عتادهم وانسحاب المهاجمين الى قواعدهم . و يقع مسرح العملية في منطقة قريبة من جبال سمامة والشعانبي التي عرفت عمليات مماثلة في السّابق و يفترض أنّها منطقة عسكرية تتواجد فيها قوات من الجيش والحرس بأعداد كثيفة وتستعمل فيها الدبابات و الطائرات وكاسحات الألغام لتعقّب المجموعات المسلحة. و في نفس الوقت تقريبا كانت مجموعات مسلّحة أخرى تقتحم منازل المواطنين العزل بمنطقة سيدي جامع عين النشمة بجرادو بمعتمدية ساقية سيدي يوسف بالكاف للتزود بالمؤونة . و قد تكررت هذه العمليات في الآونة الاخيرة وأصبحت الجماعات المسلّحة تتحرّك بقدر كبير من الحرية في ولايات القصرين والكاف و سيدى بوزيد، مما يعني أنّ نشاطها في تطور و اتّساع كما ذكرنا، على عكس ما يعتقد، وهي تستهدف ربط نشاطها عبر السلاسل الجبلية مع المجموعات المتمركزة في الجزائر و ليبيا ومنطقة الصحراء الكبرى. و مثلما حدث في السابق أيضا، فإنّ تلك الجماعات تحرص على القيام بعمليات نوعية تظهر فيها التفــوّق، فهي تقتل في الزمان الذي تريده والمكان الذي تختاره دون أن تتكبّد أيّة خسارة . و إذا قارنّــا ما يحدث في تونس بما حدث سابقا في الجزائر و أقطار عربية أخرى، فإن هذه العمليات ليست إلاّ بدايةً لحرب طويلة سيكون ضحاياها رئيسيا من بين الكادحيـن، مما يطرح على الأحزاب والمنظمات السياسية و النقابية و الحقوقية و المثقفين و سائر فئات الشعب الاستيقاظ قبل فوات الأوان لضبط استراتيجية شعبية لمقاومة الإرهاب الرجعي الذي تغذّيه قوى داخلية و إقليمية ودولية و تسهر على تفشّيــه خدمة لمصالحها.

-----------------------------------

جـــانفي 2015

الشعوب والانتخابات: قصّة حبّ قصيرة

تتزايد ظاهرة امتناع السكان عن المشاركة في التصويت في الانتخابات التي تجري في مختلف انحاء العالم. ولا تقتصر هذه الظّاهرة على المستعمرات...

 
 
 

Σχόλια


bottom of page