
تمر اليوم 15 ماي 2015 سبع و ستون عاما على ما سمّي "النكبة" وهو التاريخ الذي يرمز إلى فرض الاحتلال الصهيوني في الأرض العربية الفلسطينية بقوة الحديد والنار من قبل القوى الامبريالية و بمباركة الرجعية العربية . و قد أدى ذلك الى تشريد مئات الآلاف من السكان الشرعيين وتهجيرهم إلى بلدان مختلفة وارتكاب مذابح مروعة في دير ياسين وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وغيرها . و كان الهدف تركيز كيان استيطاني ليكون راس حربة الامبريالية في الوطن العربي لاستعماره والهيمنة على ثرواته فاحتلال فلسطين لم يكن الا البداية اما الغاية الكبرى فهي إخضاع الأمة العربية بأسرها وهو ما انعكس بعد ذلك في الحروب العدوانية الدامية التي كان ضحيتها ملايين الكادحين في أقطار عربية مختلفة فقد اراد الغزاة تعميم " النكبة " لتشمل الأمّة العربية كلّها. و رغم اختلال موازين القوى نهضت الأمة العربية إلى الكفاح وقدّمت قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى في صراعها التاريخي ضد الكيان الصهيوني وحلفائه وأحرزت انتصارات حينا و انهزمت أحيانا أخرى. و هي تواجه اليوم أعتي هجوم رحعي في تاريخها المعاصر حيث امتدت المواجهة لتتجاوز فلسطين إلى سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرها في حرب ابادة يتسع مداها يوما بعد يوم لتفتيتها تمهيدا للقضاء نهائيا عليها تحت عناوين طائفية ومذهبية وعرقية وتستعمل فيها الجماعات الليبرالية والدينية اليمينية كأدوات تنفيذ مباشرة . و يبدو اليوم الامبرياليون والصهاينة والرجعيون العرب مزهويين بانتصاراتهم التي حققوها في الآونة الأخيرة فالشعب العربي الفلسطيني مقسم بين إمارة يمينية دينية في غزة وسلطة يمينية ليبرالية في الضفة وسوريا والعراق واليمن وليبيا تعصف بها حروب رجعية مدمرة والكيان الصهيوني يرتكب جرائمه دون رادع، غير أن هذا الوضع لن يدوم طويلا فالمقاومة الشعبية آخذة في التصاعد والرجعية تفتضح مؤامراتها يوما بعد آخر وهو ما يطرح على الثوريين العرب رص صفوفهم وتوحيد جهودهم وصولا إلى تحويل الحروب الرجعية الطائفية إلى حرب شعبية ثورية تطيح بالامبريالية والصهيونية والرجعية . حزب الكادحين الوطني الديمقراطي تونس 15 ماي 2015