top of page

لمن يسيـــلُ هـذا الــدّمُ ؟

تتــالت الضّربات الإرهابية على الوطن من طرف المجموعات والعناصر الإرهابية الدينية فسال الدم التونسي واختلط بدماء أبرياء من جنسيات أخرى.

تعــالت الأصوات من إعلاميين ومثقفين وأحزاب وجمعيات ومنظمات منددة بالإرهاب حاصرة إيّـاه في المجموعات الدينية الإرهابية متناسية عن قصد أطرافا أخرى متمثلة في النظام العالمي والامبريالية وأعوانها الإقليميين والمحليين مجسدة في الأحزاب الرجعية ووسائل الإعلام المأجورة.

وإذا كانت هذه العمليات التي اتسع مجالها في ظرف واحد ( فرنسا، الكويت، الصومال، السودان، تونس...) تكشف عن كونها مشدودة إلى بعضها بأكثر من خيط وخيط وقادرة على تجاوز أعتى الجيوش واختراق أقوى المخابرات فإنّما تعبّر عن كونها خاضعة إلى تنظيم وانسجام لا يمكن لهما أن يكونا إذا لم يكن الأمر على صلة وثيقة بدوائر نافذة في العالم تغذّي الإرهاب وتتمعّـش منه.

لقــد سعت أبواق الإعلام وتحليلات الانتهازيين إلى عزل الظاهرة عن كونها من إنتاج فاعل يتحكم بمصير البلدان والشعوب لئلاّ تطرح مسألة السيادة الوطنية ولكي تختفي هذه الدّمى وعرائس خيال الظل الباهت تسعى إلى التضليل واعتماد سياسة التمويه ليذهب الكادحون وضحايا الإرهاب وقودا لطهي طعام الرجعية وليصيبهم الندم عما مارسوه من فعل احتجاجي وانتفاض شعبي، ولذلك يتنافس المعنيون بالجريمة فعلا في إظهار انّهم حماة الوطن والذائدون عن حياضه من أجل توظيف المآسي والاستثمار في الدم السفوح لذلك تتعالى أصوات النهضة والنداء أساسا محوّلة منابر الإعلام إلى فضاءات ندب وبكاء على المصلحة الوطنية التي غابت عندما طحنت عجلات القطار في قعفور وقبل ذلك أجساد البؤساء والفقراء الكادحين.. إنّ الشواطئ أهمّ من المزارع ورأس المال أغلى من العمّال ولأنّــه إذا ما طُرح عليهم السؤال يكونون ضحية الإجابة عن السؤال فيعمدون إلى التهرّب تحت شعار الوحدة الوطنية بما تعنيه من مصلحة الماسكين بزمام السّلطة.

لقد تعدّدت ألــوان الــدّم والاستفـادة منه وهنا يجوز طرح السّــؤال مجدّدا:أيّ دمٍ هــذا ولــمن يسيـــل ؟

ob_3c0894_11.png

طريق الثّـورة، 4 جويلية 2015


 
 
 

الشعوب والانتخابات: قصّة حبّ قصيرة

تتزايد ظاهرة امتناع السكان عن المشاركة في التصويت في الانتخابات التي تجري في مختلف انحاء العالم. ولا تقتصر هذه الظّاهرة على المستعمرات...

bottom of page