أعلن يوم 4 جويلية 2015 الباجى قائد السبسي حالة الطوارئ لمدة شهر مبررا ذلك بتفشي الإرهاب وتصاعد الاحتجاجات الاجتماعية وتوتّـر الأوضاع في ليبيا مؤكّـدا أنّ الدولة على حافة الانهيار وأنّ واجبه يُملي عليه الحيلولة دون ذلك .
و يــُعد ذلك الإعـلان في هذا الظرف اعترافا بعمق الأزمة التي تهز أركان الدولة و هو يمثل مقدمة لتطورات كارثية أخرى يمكن أن تعصف بتونس التي تهددها مخاطر حقيقية بفعل تنامي الإرهاب التكفيري الذي تتحمل مسؤوليته رئيسيا الحكومات المتعاقبة منذ سنة 2011 وحتّى الآن، كما يرتبط بمجرى الحرب الرجعية في ليبيا وتزايد احــتمال تدخل عسكري شامل من طرف الناتو في هذا البلد .
و الجبهة الثورية و هي تتابع تطورات الأوضاع على إثر العملية الإجرامية الأخيرة في سوسة والتي ذهب ضحيتها عشرات الأبرياء وتورّط فيها إرهابيون تكفيريون فإنها تعبّـر عمّا يلي :
أوّلا : إن حالة الطوارئ ليست الإجراء المناسب للقضاء على الإرهاب التكفيري فقد كانت سارية المفعول إلى حدود مارس 2014 ولم تحل المشكلة ويظل الدفاع الشعبي السبيل الوحيد لدحره.
ثانيا : إن وضع الاحتجاجات الاجتماعية المشروعة في نفس السلة مع الإرهاب التكفيري يكتسي خطورة بالغة، مما سيترتب عنه التضييق على الحريات السياسية والاجتماعية ويوفّـر مناخا مناسبا لقمع الشعب، وهو ما تتوجب مقاومته .
ثالثا : إنّ الانتصار على الإرهاب التكفيري مرتبط بالكفاح ضد الامبريالية التي تعمل الآن على استثماره لفرض " حمايتها " مجددا على تونس وغيرها من الأقطار العربية.
コメント