كان الباجي قائد السبسي متردّدا في إعلان حالة الطوارئ ثم فجأة خرج على الشعب في خطابه يوم أمس ليقرّ تلك الحالة بل ليقول أيضا أنّ الدّولة ستنهار غذا تمت عملية أخرى ؟ هل كان يتحدث عن عملية مماثلة لما جرى في باردو وسوسة ؟ لا نعتقد .
إنّه يتحدث عن عملية أكبر نرجّح أنّ بعض أخبارها وصلت الى المخابرات في بعض الدول و نقلتها إلى السبسي و هي تخص السيطرة على مدينة او أكثر في نفس الوقت مثل القصرين و سيدى بوزيد و احتلال مقرّات حكومية أي عملية مشابهة لما حصل في الشيخ زويد بسيناء أو أكبر بما يمكن وصفه بـ "الخطر الداهم " و إذا كان الجيش المصري قويّـا بعدته و عتاده فتمكن بسرعة من رد الهجوم فإنّ الجيش التونسي ضعيف كما قال السبسي نفسه و ليست هناك قدرة على مراقبة الحدود و كان كافيا أن يطلق مسلّح النار في شاطئ سوسة ليقتل العشرات و لا يواجه أيّ تدخّل من طرف البوليس إلاّ بعد حوالي نصف ساعة عندما أكمل مهمته فماذا لو اقتحم أمثاله بأعداد كبيرة مقر الحكومة بالقصبة أو قصر قرطاج أو مطاره الخ ..؟؟؟.. يبدو أنّ هذا ما أدركه السبسي .
في ظل وضع كهذا فإنّ الحركة الشعبية مقسمة و هى تتحدث عن مقاومة الإرهاب التكفيري و لكن دون استعدادات فعلية فالأحزاب و المنظمات الثورية لا يزال بعضها في وضع الشلل و اللامبالاة و النقابيون لا يقارقون ملفات المطالب المادية و المثقفون في غيبوبة .
و يدرك الإرهاب التكفيري والرجعية العربية و الإقليمية و القوى الامبريالية الداعمة له كل هذه العناصر في تقييم الأوضاع في تونس و يرون أنّ الثمرة يانعة وينبغي الضرب بقوة و بسرعة لقطفها و لن يُـفشل مخططاتهم بالمعنى الاستراتيجي إلاّ الشعب الذي اذا ما هبّ للمقاومة عبر لجان الدفاع الشعبي فإنّـه سينتصر. ففي تونس يمثّـل الشعب قوة مسيسة و مشبعة بالروح الوطنية و قيم العقل و الحرية و معادية في أغلبها للإرهــاب التكفيري. و لكن السؤال هو: هل سيقدر في القريب العاجل على أخـذ زمام الأمـور بين يديه ؟