top of page

أ سفير هذا أم مقيم عام ؟


ما إن وصل دانيال روبنشتاين، السفير الأمريكي الجديد إلى تونس، حتى هرعت لملاقاته قيادات الحزبين الحاكمين الرئيسيين . وكان للغنوشي، زعيم النهضة، الأولوية في ذلك ، زيادة على "التشريف" الرمزي الذي ناله بما أن السفير هو الذي انتقل إليه في مقره يوم 10 نوفمبر، أما محسن مرزوق الأمين العام لحزب النداء فكان له قدر أقل من "الحظوة" بما أنه هو الذي انتقل لمقابلة دانيال روبنشتاين في مقر السفارة الأمريكية بعد يوم من المقابلة مع الغنوشي، وقد يكون ذلك رفعا للحرج ليس غير، بما أن محسن مرزوق يعيش وضعا ملتبسا داخل حزبه.

ومهما يكن من أمر فإن ما نراه من تهافت على هذا السفير الممثل لكبرى الدول الاستعمارية يؤكد مرة أخرى ضلوع السفارة الأمريكية في هندسة سياسة الدولة التونسية، بل وفي قيادتها. وليس من الطبيعي في شيء أن يحصل هذا التنسيق الدائم بين زعماء سياسيين وسفير دولة أجنبية، لأن الأصل في السفير أن يكون ممثلا لدولته وأن يقتصر تعامله مع الرئيس ووزير الخارجية. ولكن سفير الولايات المتحدة ليس كباقي السفراء وهو عمليا إنما يقوم بدور المقيم العام بما يذكر بالاستعمار الفرنسي المباشر لتونس .

ثمّ إنّ روبنشتاين هذا مثير للشبهات التي تتجاوز صفته الرسمية كممثل لذروة الإمبريالية العالمية، إذ إنه، زيادة على ذلك، صهيوني متحمس ورجل مخابرات متخصص. وينحدر من واحدة من أشهر العائلات المتصهينة، وقد سبق له أن شغل منصب القنصل العام للولايات المتحدة في فلسطين المحتلة، وهناك أقام مكتبه في القدس رغم أن وضع هذه المدينة، حتى من وجهة نظر القانون الدولي الذي يقول الامبرياليون الأمريكيون أنهم حُماته، ليس محسوما، وفي اختيارها كمقر دعم واضح للاستيطان الصهيوني في الأرض العربية الفلسطينية، ومعروف أيضا إن روبنشتاين قد اشتغل على الملف السوري و جرائمه هناك واضحة للعيان. أما المنصب الذي شغله قبل مجيئه إلى تونس فهو عمله كخبير في واحد من أوكار التجسس الأمريكي، ويطلق عليه اسم "مكتب المخابرات والبحث" Bureau of Intelligence and Researc.

إن الجبهة الثورية في تونس إذ تذكر بموقفها المبدئي من الامبريالية والصهيونية والرجعية، وبموقفها من الرئاسة والحكومة ومجلس النواب باعتبارها جميعا مؤسسات أمر واقع مستولية على السلطة ومسقطة على الشعب وفاقدة للشرعية، فإنها: 1- تنبه كل القوى الثورية المنحازة للشعب إلى خطورة هذا التداخل الفاضح بين الممثلين الدبلوماسيين للدول الامبريالية والأحزاب الحاكمة.

2- تحمل الأحزاب الحاكمة، مسؤولية المتاجرة بمصالح الشعب والوطن.

3- تدعم كل أشكال الفضح والتنديد المواكبة لزيارة وزير الخارجية الأمريكي لتونس.

الجبهة الثورية

تونس 12 نوفمبر 2015

 
 
 

الشعوب والانتخابات: قصّة حبّ قصيرة

تتزايد ظاهرة امتناع السكان عن المشاركة في التصويت في الانتخابات التي تجري في مختلف انحاء العالم. ولا تقتصر هذه الظّاهرة على المستعمرات...

bottom of page