top of page

مــــــــا العمـــل ؟








تطوي طريــق الثّـــورة هذه الأيام سنتها الثــالثة وسط أوضاع شديدة التعقيد فالأزمة تعصف بمختلف أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها مما فرض على الثوريين الانكباب على دراسة الوقائع واستنتاج ما تفرضه من مهام آجلة وعاجلة ونشر ذلك في جريدة تنطق باسم الكادحين.

لقد كانت " طريق الثورة " تعبيرا عن ذلك الطموح ووجدت من يجسّدهـا كجريدة ثورية واقعيا بفضل أقـلام طموحة وإرادة لا تعـرف للاستسـلام عنـوانا و سواعد لا تخشى الصعاب بل تتحدّاهـا في الكفاح ضد الظلام والظالمين. ثـلاثٌ سنوات مضتْ، والدرب الذي رسمته طريـق الثّـورة منذ خطواتـها الأولى يضئ حياة الكـادحين رغم العراقيل في عـالم يتحكّم فيه وحوش المال والأعمال والسّلاح وتسيطر فيه المخاتلة والنّفاق وقصف العقول وقلب الحقــائق.

ظلّت طريق الثّورة تقـاوم من أجـل المسـاهمة في رسم نقطة ضوءٍ تبعث الأمل في عيون الكادحين فخلال ثـلاثةُ أعـوام سارت على نفس السبيل. في مواجهة الإعلام الأصفـر شعارها : هم يخفون الحقيقة ونحن نكشفها، وظلت الشمعة متقدة تضيء ظلام الطريق وسط إصرار لا يلين على الانتصـار.

قبل ثلاث سنـوات، وفي عددها الأوّل، صدّرت طريـق الثـورة افتتاحيّتها بهذه الفقرة: "... في مثل هذا الظرف نحن في حاجة إلى جريدة سياسية تقول الحقيقة كل الحقيقة للجماهير، وتوحّـد حركة كفاحها، و هو ما تحاول القيام به "طريــق الثّــورة"، التي نتمنّى أن تكون صوتا لكلّ الكادحين وأن ترسم بعناية الطريق إلى الحرية".

واليوم، وطريـق الثّورة في عددهـا الأوّل بعد الثّلاثيـن، لم تنقل صوتـها إلى غير الكـادحين ولم تبرح طريـق الحريّة والاشتراكيّة والوحدة العربية والأممية البروليتارية. و قد أكسبتها قسوة الظّروف الموضوعية وحدّة الهجوم على الشعب والوطن قدرة أكبر على المـواجهة و المقـاومة والسير في اتجاه الثورة.

لقد شقّت طريـق الثّـورة دربها إلى ميادين الكفاح والثورة حيث تلقفها قسم من الجماهير المحتجّة والغاضبـة ووزّعتـها أيادي الرّفيقات والرّفـاق والأصدقـاء حيث ما وجـدوا والتف حولها قـرّاء يطّلـعون على مقـالاتها ويتطلّعـون إلى الحصول على ما فاتهم من أعدادهـا، وأخذت طريقهـا إلى الوطن العربي والعـالم عبر مسالك الاتّصالات العصريّة فصارت مصدرا للاستدلال في عدد غير قليل من القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والفكريّـة، مبرهنة بذلك أن الثوريين بالقليل يصنعون الكثير وصارت مرجعا للخبر والتحليل ونقل المعلـومة من خلال نشاطهـا الالكتروني اليـومي ومتابعتها للمستجدّات في ظلّ عالم سريع الحركة دون أن تتغاضى عن شروط المصداقيّة والتثبّت والموضوعيّة ودون الحياد عن مبدأ الانحيـاز لقضايا الكـادحين .

و لم تكن مسيرة طريق الثورة ناجحة كلها فهي لا تزال تعاني رغم ما ذكرناه من إخفاقات مثل ضعف التوزيع وعدم دورية الصدور أحيانا بالإضافة إلى إخراجها الفني المتواضع وهذه المعضلات يمكن تذليلها متى اقتنع الكادحون أنها صوتهم الذي يجب أن يرتفع أعلى فأعلى وهو ما يجب على الثوريين القيام به دون تأخير.

و "طريق الثورة " وهي تحتفل بذكراها فإنّـها توجّه النداء للإعلام الثوري في تونس والوطن العربي والعالم من أجل توحيد الجهود لبناء منابر إخبارية وفكرية مشتركة بما من شأنه أن يعزّز الكفاح من أجل الانتصار في معارك التحرّر الوطني والاشتراكية وسائر القضايا العادلة للبروليتاريا والشعوب والأمم المضطهَدة.

-------------------------------------

طريــق الثّــورة، العدد 31، أكتوبر/نوفمبر 2015

 
 
 

الشعوب والانتخابات: قصّة حبّ قصيرة

تتزايد ظاهرة امتناع السكان عن المشاركة في التصويت في الانتخابات التي تجري في مختلف انحاء العالم. ولا تقتصر هذه الظّاهرة على المستعمرات...

bottom of page