
أعلنت سفارة أمريكا في تونس عن تسلم دانيال روبنشتاين يوم الجمعة 23 أكتوبر 205 مهامه رسميا خلفا لجاكوب والس.
وقد كانت الولايات المتّحدة الأمريكيّة عيّنت منذ جوان المنقضي روبنشتاين كسفير مفوّض وخارق للعادة لدى تونس، وإثر ذلك قالت السلطات التونسيّة أنّها منحت موافقتها على هذا التعيين وأعلنت وزارة الخارجية التونسية الجانب الأمريكي بهذه الموافقـة.
روبنشتاين الذي يجيد اللغة العربية بطلاقة من الوزراء المستشارين الذين عملوا بشكل خاص في مجالي الشؤون الديبلوماسية والاستخباراتيّة.
شغل نائبا لوزير الخارجية في مكتب الاستخبارات والبحوث بمقر وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن منذ عام 2012 والذي يوصف بأنه الذراع الاستخباراتية للخارجية الأمريكية، اذ أتاح له العمل فيه الاطلاع على جميع التقارير الواردة من دول الشرق الأوسط بكل تفاصيلها المعلنة وغير المعلنة، وخاصة بما يتعلق بالملف السوري، لذلك تمّ تعيينه موفدا من قبل بلاده إلى سوريا.
وكان شغل أيضا منصب القنصل العام في القنصلية الأمريكية بالقدس (2009-2012)، ونائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية بعمان من 2005 إلى 2008 .
سبق له أن شغل كذلك منصب مدير مكتب شؤون فلسطين و الكيان الصهيوني في وزارة الخارجية الأميركية خلال عامي 2004 و2005، وشغل كذلك رئيس القسم الاقتصادي في السفارة الأميركية في دمشق من 1999 إلى 2002.
كما أدّى مهاماً دبلوماسية في كل من عمّان ودمشق وتونس وتل أبيب، وفي بغداد زمن الحكم الأميركي المباشر بعد الاحتلال.
وتولّى كذلك مهمات يمكن وصفها بـ"الميدانية"، ومن بينها رئاسة وحدة المراقبة المدنية في "القوات متعددة الجنسيات والمراقبين" في سيناء.
وقد تسرّبت معلومات حول تعامله المباشر مع بعض التنظيمات الإرهابية التكفيرية في سوريا ومنها تنظيم جيش الإسلام.
هذا الماضي الثريّ لهذا الدبلوماسي يجعل منه رجلا خبيرا في مجال الإشراف عن تنفيذ برامج التفتيت وزرع الفتن وما ينجرّ عنها من نشر للموت وتعميم للدّمـار والخراب وإعـادة الاستعمـار في شكله القديم من خلال التدخّل العسكري المباشر للجيوش الأمريكية وجيوش الناتو للهيمنة على ثروات الأوطان واضطهاد الشعوب والأمم.
وقد نالت عديد المناطق في الـوطن العربي نصيبها من هذا البرنامج بدءا بالعراق وفلسطين منذ زمن وصولا إلى ليبيا وسوريا واليمن. وهكذا، فبعد أن تمّ اختبار قدراته في منطقـة الشرق العربي يتمّ توجيهه إلى منطقة المغرب ليواصل تنفيذ المهامّ الموكولة له وخصوصا مساندة ما يسمّى "الديّمقراطية النّاشئة في تونس" عبر تزويدها بمحاسن "ديمقراطية الإمبريالية".
هكذا إذن ودّعت الدّولـة التّونسيّة جاكوب والس الذي استكمل سنواته الثلاثة بتفوّق، حيث أشرف بكلّ تفان على إنجاح ما سمّي "الانتقـال الديمقراطي" عبر أهمّ محطّاته والذي يعود إليه الفضل في اكتشاف مهدي جمعة ناصحا الإدارة الأمريكية منذ 2013 بالانتباه جيّدا لهذه الشخصية... وبعد أن كان محطّ إعجاب من قبل الرّجعيّة والانتهازية التي حضرت مجالسه وحفلاته وزارها إلى مقرّاتها الحزبيّة ولم يبخل بزياراته على عدد من المناطق وعلى مكاتب الانتخابات النزيهة والشفافة... وها هي تستقبل دانيال الذي لن تتخلّف عن مآدبه أيضا نفس القـوى التي ستهبّ لمبايعته ومعانقته حفاظا على البروتوكولات وتقاليد الضيافة وتعبيرا عن الصّداقـة الدّائمة.
--------------------------------------------------------------------
طريق الثّــورة، أكتوبر/نوفمبر 2015