top of page

النظام الإيراني يعدم 6 ناشطين أكراد


قامت السلطات الإيرانية فجر يوم الأربعاء 26 أوت 2015 بإعدام ستّة معتقلين سياسيين، من بينهم بهروز آلخان وهو كردي من مواليد 1985 بمدينة سلماس بشرق كردستان، وقد تعرّض إلى الاعتقــال في عديد المرّات على يد الأجهزة الأمنيّة الإيرانية واستخباراتها على خلفية نشاطه السياسي ضد نظام الاضطهاد القومي والطبقي الإيراني.

وتمّ اعتقال بهروز آلخاني في 27 جـانفي 2010 وبعد تحمّله 6 سنوات من التعذيب والحبس أعدم في الساعات الأولى من فجر يوم الاربعاء 26 أوت 2015 بتهمة المشاركة في قتل المدعي العام في مدينة خوي برفقة 5 سجناء آخرين. وكان بهروز يعاني من مرض القلب جراء شدة التعذيب وظروف السجن المزرية.

وكان ذوو الناشط السياسي بهروز الخاني قد تجمعوا امام سجن اورمية مطالبين بإيقاف تنفيذ حكم الإعدام، لكن جواب السلطات لأهالي المعتقلين كان الاتصال بهم بعد يوم ليستلموا جثامين أبنائهم. وكانت منظمة العفو في إيران قد طالبت أيضاً بإيقاف حكم الإعدام بحق بهروز ورفاقه.

انتفاضة مهاباد:

اندلعت انتفـاضة مهاباد في الخامس من ماي 2015 على إثر انتحار فتاة إيرانية كردية تُدعى فريناز خسرواني (26 عاما) هربا من محاولة اغتصابها من قبل أحد عناصر المخابرات الإيرانية، حيث قامت عاملة التنظيف بأحد النّزل بإلقاء نفسها من إحدى النوافذ من الطّابق الرابع للنّزل لتلقى حتفها فور سقوطها في الشارع. وإثر ذلك اندلعت مواجهات بين الأكراد الذين انتفضوا ضدّ نظام الاستغلال القومي والطبقي وقوات الأمن الإيرانية انجرّ عنه سقوط أكثر من 70 بين شهيد وجريح واعتقال مئات المحتجّين وذلك رغم محاولة السلطات الإيرانية امتصاص ردود فعل الأكراد الإيرانيين الغاضبة باعتراف المتهم بجريمته.

وقد أحرق المحتجون الفندق وأضرموا النار في كل ما كان يحمل علامة تعود للنظام، وكذلك العديد من السيارات والدراجات النارية الحكومية. واشتبك المواطنون والشباب الغاضبون مع عناصر المخابرات، وقوى الأمن الداخلي الحرس الثوري والقوات الأمنية الخاصة التي احتلّت مدينة مهاباد، ثمّ انتقلت الاحتجاجات إلى مدن كردية أخرى.

وقد دعا حزب «كومله» الكردستاني الإيراني، إلى توسيع المظاهرات الكردية إلى جميع المدن ذات الأغلبية الكردية، وطالب الحكومة الايرانية بإيقاف التمييز القومي والطائفي ضدهم.

وحزب كومله الإيراني الكردستاني، (العصبة الثورية لكادحي كردستان الإيرانية) هو حزب يساري ثوري، و هو أحد الأحزاب التي خاضت غمار معارضة النظام الإيراني سياسياً وعسكرياً، وهو يقود العمل المعارض في الوسط الكردي الإيراني إلى جانب الأحزاب الكردية الأخرى، وله تاريخ طويل في مقارعة نظام الملالي.

ويتّخذ مقاتلو كومله من جبال قرداغ على مشارف السليمانية في كردستان العراق معاقل ومقرات لهم. وعن سبب اختيار تلك المنطقة يوضح مهتدي أحد قادة الحزب أن الاختيار تم بسبب قرب المنطقة من الحدود الايرانية ولسهولة الانتقال منها الى الداخل الايراني للتواصل مع قواعد الحزب الجماهيرية والسياسية والعسكرية.

أمّا النظام الإيـراني فإنّه يعرّف الحزب على أنّـه جماعة فوضوية موتورة تحمل عقيدة شيوعية ماوية.

دولة الرّقم القياسي في الإعدام:

تتصدّر الدّولة الإيرانية قائمة الدّول المنفّذة للإعدام في العالم. وحسب المنظّمات المدافعة عن حقوق الإنسان، فإنّ الأرقام التي تصرّح بها إيران حول عدد حالات الإعدام التي يتمّ تنفيذها لا تمثّل سوى ثلث ما يتمّ تنفيذه فعلا من إعدامات في هذا البلد.

فقد أكّد تقرير لمنظمة حقوق الإنسان في إيران أنّ السلطات الإيرانية نفّذت 791 حكماً بالإعدام خلال التسعة أشهر الأولى من سنة 2015 .

وأشارت المنظمة في تقريرها أنّ نسبة تنفيذ حكم الإعدام في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام ازدادت عن الشهور التسعة الأولى من العام الماضي بـنسبة 34%، مبينة أنّ من بين الـ791 شخصا الذين أعدموا، 14 امرأة و10 أشخاص دون سنّ الـ 18.

و في وقت سابق، كانت منظّمة العفو الدولية قد أفادت أنّ تقارير موثوقة تلمّح إلى أنّ السلطات الإيرانية أعدمت 743 شخصا على الأقل طيلة سنة 2014، بينما أعلنت السلطات الإيرانية أنّ الجهات القضائية أعدمت 289 شخصا فقط في نفس العام.

وخلال السنة الحاليّة حذّرت منظمة العفو الدولية من زيادة وصفتها بـ"غير المسبوقة" لعدد الذين نفذت بحقهم أحكام الإعدام في إيران. وقالت إنها تعتقد بأن 694 شخصا نفذت بحقهم أحكام الإعدام في الفترة الممتدّة من مطلع هذا العام إلى حدود منتصف شهر جويلية وهو رقم يمثّل ثلاثة أضعاف ما تعترف به السلطات الإيرانية. فالسلطات الإيرانية أعلنت رسميا أنه خلال هذه المدّة تم تنفيذ 246 حكما قضائيا بالإعدام، ولكن منظمة العفو الدولية تقول إنها تسلمت تقارير تفيد بإعدام 448 شخصا إضافيا. وإذا ما تأكّد هذا العدد، فإنّ إيران تنفّذ أكثر من ثلاثة إعدامات يوميا. وزيادة على هذه الأرقـام، فإنّ المحاكم الإيرانية لا تسمح في كثير من المحاكمات بتوكيل محامين للدفاع عن المتّهمين خصوصا في قضايا السجناء السياسيين والاتهامات بالإلحاد، كما لا تمنح حق الاستئناف في عديد القضايا. وفي الكثير من الحالات لا يحاط المتّهمون علما بتنفيذ أحكام الإعدام في حقّهم إلاّ قبل ساعات قليلة من تنفيذها. ويمثّل الناشطون السياسيون المعارضون وخصوصا منهم الناشطين ضمن تنظيمات وأحزاب سياسيّة ثوريّة يعتبرها النظام الإيراني منظمات إرهابيّة وكذلك المعارضون من القوميّات المضطهَدة والشيوعيون (باعتبارهم معادين للإسلام) وتجار ومستهلكو المخدّرات وأيضا النساء من أكثر الضحايا الذين تنفّذ فيهم الإعدامات في إيران.

ولإيـران تاريخ حافل بالإعدامات، فمع تركيز نظام الملالي تمّ الشروع في تنفيذ إعدامات بالجملة، منها تلك التي طالت السجناء السياسيين وخصوصا من الثوار الأكراد إثر الانتفاضة الكردية 1979-1980 حيث تمّ إعدام آلاف المنتفضين، ومن بين هؤلاء المعدمين تلك الصورة التي التقطها أحد المصوّرين وهزّت العالم وحازت على جائزة بولتزار في أفريل 1980، وهذه الصورة هي واحدة من ضمن 27 صورة التقطها المصوّر الفوتوغرافي والصّحفي جاهنكير رازمي في 27 أوت 1979 في سنندج بإيران حيث تم إعدام 11 سجينًا كرديًا رميًا بالرصاص بعد محاكمة دامت 30 دقيقة من قبل أحد رجال الدين في النظام الإيراني.

و من ذلك أيضا المجزرة التي نفّذها الخميني في صيف 1988 والتي تمّ خلالها إعدام 30000 سجين سياسي من المنتمين لفدائيي خلق وساربادران و وتوده، كوماله، راهي كارغار، بيكار وغيرها وذلك تنفيذا لنصّ الحكم الذي أصدره الخميني وورد فيه أمره الشهير لأتباعه: "أبيدوا أعداء الله بكلّ سرعة" فتشكّلت على إثر هذا الحكم لجان الموت في كلّ مكان ومهمّتها حصد أكثر ما يمكن من الرؤوس البشرية داخل السجون التي تمّ عزلها عن العالم الخارجي. وقد نفّذت هذه اللّجان مجازرها عبر الإعدام شنقا في البداية ثمّ لمّا كلّت سواعد القتلة تمّ اللّجوء إلى الرّمي بالرّصاص وبعدها وقع تفجير أحد السّجون على رؤوس نزلائه وإبادتهم.

____________________

طريــق الثّـورة، أكتوبر/نوفمبر 2015

 
 
 

الشعوب والانتخابات: قصّة حبّ قصيرة

تتزايد ظاهرة امتناع السكان عن المشاركة في التصويت في الانتخابات التي تجري في مختلف انحاء العالم. ولا تقتصر هذه الظّاهرة على المستعمرات...

bottom of page