اليحياوي يموت وعلى شفتيه شعار التشغيل استحقاق يا عصابة السرّاق

على إثر وفاة الشاب رضا اليحياوي الذي تدخلت الأيادي التي تعودت منذ عقود على التلاعب بمصائر أبناء الشعب لتحذف اسمه من قائمات معدة ليتسلم عملا انتظره أكثر مما يجب اندلعت موجة من الاحتجاجات في مدينة القصرين، ثم انتقلت بسرعة إلى مدن وقرى أخرى. وقد سارعت دولة البوليس الكمبرادورية إلى مواجهة احتجاجات الشباب في القصرين مرتعدة مخافة الانتشار بما يمنع السيطرة عليها لاحقا. وسارعت أحزاب الائتلاف الرجعي الحاكم وخاصة حزب حركة النهضة وحزب نداء تونس إلى التنديد والتشهير واعتبار ما يحدث بسبب المندسين وأنه يمهد الطريق للإرهابيين بسبب استنزاف طاقة قوات الأمن والجيش وغيرها من الادعاءات الزائفة التي بدأت تروّج لها أجهزتهم الرسمية.

ويهمّ الجبهة الثورية أن تذكّر في هذا الخصوص بما يلي :

1- نعلن أننا نقف بكل فخر في الصفوف الأمامية لهذا التحرك عبر مناضلينا المتواجدين في المدن التي شهدت وتشهد هذه الاحتجاجات، ونعبّر عن تنديدنا بالسلوك الاستفزازي المتخلف الذي تسلكه الحكومة عبر أجهزتها المختلفة مع المحتجين ونشير في هذا السياق هنا إلى إيقاف الرفيق وديع عماري مناضل الجبهة الثورية يوم 20 جانفي 2016 ونطالب بايقاف التتبعات بحقه.

2- نحمّل الحكومة والائتلاف الحزبي الحاكم المكوّن أساسا من حزبي النهضة الإسلامي والنداء الليبرالي المسؤولية الكاملة عن حالة العجز التام الذي آل إليه تسيير دواليب الدولة حيث أصبحت العصابات تتحكم في مصائر الناس لتفرض عليهم الرشاوي مقابل إسداء الخدمات التي يتوجب على الدولة توفيرها. وما إقدام الشاب رضا اليحياوي على الانتحار إلا دليل على ذلك. بعد أن تم التلاعب باسمه ضمن قائمة يفترض أن أصحابها مدعوون للعمل.

3- إن سياسة تسليم الذقن الانبطاحية التي ينتهجها الائتلاف الحزبي الحاكم تجاه إملاءات الدوائر المالية العالمية والتي جعلت البلاد تغرق في ظرف 5 سنوات في حجم من الديون لم تعرفها حتى مع الدكتاتورين الكمبرادوريين بورقيبة وبن علي، هي التي كبّلت أيدي الدولة وجعلتها في موقع العاجز عن الاستجابة لمتطلبات الحد الأدنى لمجتمع يئن تحت نير البطالة وارتفاع الأسعار.

4- إن سياسات العار المتبعة من قبل أحزاب الائتلاف الحزبي الحاكم في الالتفاف على وعودها الانتخابية ودفع الشباب نحو الهجرة السرية والانتحار فضلا عن المعاناة اليومية للبطالة التي بلغت في عهدهم 35% قد أفقدت المجتمع ثقته في الدولة وأصبح شعار حل مجلس النواب المرفوع عاليا في القصرين وفي غيرها من المدن والقرى هذه الأيام هو علامة فشل هذه الأحزاب حتى في أن يكونوا عملاء جيدين.

5- إنّ فشل الانتهازيين ممن يدعون انتمائهم إلى اليسار والذين يزينون محفل الخديعة الدائم المسمى مجلس نواب الشعب قد عمق أمام المنتفضين الضبابية، وهو يدفع بهم نحو الفوضوية والاختناق والارتماء في أحضان العصابات الإرهابية الإسلامية بعد أن فشل حملة لواء اليسار في أن يكونوا يساريين وجعلوا من أنفسهم خدما للبورجوازية العميلة منذ أن أعلنوا ذات يوم مشروع "قطع الطريق" سيء الذكر، وساهموا بالدفع بالباجي قايد السبسي إلى رئاسة الدولة ليرد لهم جميلهم بتحالفه مع حزب حركة النهضة.

6- إن الاحتجاجات لن تنطفئ إلا لتعود إلى البروز مرة أخرى فهي ظاهرة مصاحبة لطبيعتي المجتمع والدولة وليس على المنتفضين سوى الحذر من الوعود الكاذبة للسلطة الهادفة إلى امتصاص غضبهم واحتواء الاحتجاجات والعمل على توسيع رقعة الاحتجاج ومنع القوى الرجعية من اختراقها .كما ويتوجب استخلاص الدروس من هذه الاحتجاجات في اتجاه التنظم الثوري وامتلاك البرنامج الذي يمكن أن ينهي أسباب أزمة المجتمع برمته.

شغل ، حرية ، كرامة وطنية

الشعب يريد اِسقاط النظام

الجبهة الثورية، تونس 22 جانفي 2016