top of page

بيــــــــــــــــــــــــان أوّل مــــــاي


تُحيي الشغيلة في تونس ذكرى الأول من مــاي هذا العام في ظل مناخ يزداد فيه الاضطهاد والاستغلال والإرهاب والهيمنة وهو ما يتجلى اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا في ارتفاع الأسعار وتفاقم البطالة ونهب ثروة الشعب وبينما يزداد الفقراء فقرا يكدس الأغنياء ثروات أكبر.

و لا تتورّع السلطة عن إغراق البلاد في الديون التي وصلت نسبتها إلى معدلات غير مسبوقة وهى التي أصبحت تحصل تحت وصاية الامبرياليين الأمريكيين الذين تم التوقيع معهم على معاهدات ومذكرات تفاهم بقيت أبرز بنودها طي الكتمان كما تم تمكينهم لأول مرة من امتلاك أرض تونسية وتجني الدول الامبريالية المنتمية للاتحاد الأوروبي مكاسب لا تقل أهمية بما في ذلك الحصول على تسهيلات للتمركز برا وبحرا وجوا في تونس تحت ذريعة مقاومة الإرهاب.

ويُـفسّر ذلك كله بسعي الرجعيتين الدستورية والاخوانية للفوز بالمغانم والمكاسب وضمان استقرار حكمهما على حساب مصالح الشعب والوطن حتى لو تطلب ذلك عودة بن على وحاشيته ودفن آخر مكاسب انتفاضة 17 ديسمبر تحت مسمى المصالحة الشاملة.

ولا تمر هذه السياسة دون مقاومة فقد فرض الشعب في عدد من الحالات على الرجعية التراجع وفي مدن تونس وقراها المختلفة تقوى حركة الاحتجاج الاجتماعي وتنفجر الإضرابات والاعتصامات وصولا إلى الانتفاضات العامة مثلما حصل خلال انتفاضة المعطلين التي عمت مؤخرا البلاد من أدناها إلى أقصاها، وتتطور الأوضاع في اتجاه مزيد احتداد التناقض بين الرجعية والشعب وتنفتح آفاق أوسع أمام المقاومة الشعبية.

ولا يختلف الوضع عن ذلك كثيرا في باقي أقطار الوطن العربي حيث يحتد التناقض بين الأمة العربية وأعدائها من الامبرياليين والصهاينة والرجعيين ويشتد الهجوم الامبريالي شراسة متخذا شكل حرب شاملة وان بدت ظاهريا مجزأة حيث يسقط ضحاياها بعشرات الآلاف في سوريا و اليمن والعراق وليبيا ويذبح الفلسطينيون من طرف الكيان الصهيوني الذي أعلن لأول مرة ضمه للجولان أما تركيا فإنها لا تكتفي باحتلال لواء الاسكندرون وإنما تريد بسط سيطرتها على المزيد من الأرض العربية في سوريا والعراق مستعملة داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية تارة وجيشها تارة أخرى ورغم اختلال موازين القوى فإن الأمة العربية تقاوم الغزاة الذين فشلوا حتى الآن في حسم الحرب لصالحهم.

وفي العالم تخوض البروليتاريا والشعوب والأمم المضطهدة الكفاح من أجل الحرية والاشتراكية في شكل حروب شعبية في الهند وكولومبيا والبيرو والفلبين وكردستان وفي شوارع باريس ولندن وروما ومدريد وكراتشى وجاكرتا واسطنبول وساوباولو وغيرها يواجه المتظاهرون قمع البوليس بشجاعة وفي أثناء ذلك تتفاقم أزمة الامبريالية والرجعية وتبدو الثورة الطريق الوحيد نحو النصر .

الجبهة الثورية ، تونس 1 ماي 2016

 
 
 

الشعوب والانتخابات: قصّة حبّ قصيرة

تتزايد ظاهرة امتناع السكان عن المشاركة في التصويت في الانتخابات التي تجري في مختلف انحاء العالم. ولا تقتصر هذه الظّاهرة على المستعمرات...

bottom of page