top of page

مـــــا العمــــــل ؟



تتأهّب الرّجعية في تونس لمزيد قمع الشعب بإسكات صوت الاحتجاج والانتفاض وفرض ما تسميه "هيبة الدّولــة" وإعطاء صلاحيات أكبر للسلطة التنفيذية وهي تعترف الآن علنا أنّ البـلاد في أزمة وأنّ الحلّ هو توحيد جهود جميع أطرافها لتمرير الإجراءات القاسية خاصّة في المجال الاجتماعي بما يعنيه ذلك من ترفيع في الأسعار وتسريح للعمّــال ووقف تشغيل المعطّلين وعدم تسديد الأجور في عدد من القطاعات ومراجعة سنّ التقاعد والتفويت في مؤسسات استراتيجية للرأسمال الاحتكاري العالمي وبيع الأراضي للمعمّرين الجدد فضلا عن إجراءات أخرى في المجالين السياسي والعسكري كفيلة بتحويل تونس من مستعمرة غير مباشرة إلى مستعمرة مباشرة خاصة مع كشف الناتو عن تركيز مركز استخباراتى في تونس وما سبقه من توقيع اتفاقية بقيت جل بنودها طيّ الكتمان بين الامبريالية الأمريكية والنظام في تونس والانخراط في تحالفات عسكرية عربية ودولية.


و في المقابل لا تزال جذوة المقاومة الشعبية مشتعلة ففي جهات عدة يقاوم الكادحون الاضطهاد والقمع والتفقير والتجويع بما توفّـر بين أيديهم من قوة وكانت آخر هبة كبرى في تلك المقاومة انتفاضة المعطلين في جانفي الفارط التي عمت البلاد كلها تقريبا وستتلوها هبّـات أخرى أوسع بالنظر إلى الأزمـة المتفاقمة التي زادها تحالف اليمينين الديني والليبرالي والإرهاب التكفيري حدّة، غير أنّ موازين القوى تظل راجحة لصالح الرجعية ممّـا يفرض البحث عن حلول فعلية لتغييرها فانتصار الشعب غير ممكن بدون وحدته التي تعدّ اليوم مفقودة .


و تقتضي تلك الوحدة الآن تحمّل الأحزاب والنقابات والجمعيات و سائر القوى الوطنية الثورية والطبقات والشرائح الشعبية لمسؤولياتها في تنظيم صفوفها ورصّها وتشكيل تحالف وطني ثوري واسع وهو ما عبّر عنه حزب الكادحين قبل مدة وذلك استعدادا للمعارك القادمة التي ستكون أشـدّ صعوبة من سابقاتها وترك اللامبالاة والانتظارية والعفوية وهجران السياسة جانبا والتوقف نهائيا عن المراهنة على هذا الشق أو ذاك في النظام القائم لحل مشاكل الشعب.


و لا شكّ أنّ النقد والنقد الذاتي مطلوبان للخروج من حالة التشتت وعلى تلك القوى إدراك أنّ الصراع بينها ضروري ولا مفرّ منه غير أنّـه لا يلغي وحدتها التي هي المطلب الرئيسي كما يتوجب على المناضلين في تلك الأطر مهما كانت طبيعتها، سياسية ونقابية وثقافية ونسوية وشبابية الخ... ممارسة دورهم الثوري في محاصرة الانتهازيين الذين لا تكاد تخلو منهم منظمة أو حزب أو نقابة محوّلين إيّـاها إلى قيد على كفاح الشعب وإلى أسماء لامعة ولكن دون محتوى كفاحي واقعي والتمهيد من ثمة إلى الحدّ من تأثيرهم المدمّر على حركة النضال الثوري وهو ما عانى منه الشعب كثيرا خلال السنوات القليلة الماضية ومكّن الرجعية من النجاح نسبيا في ترميم نظامها السياسي.

------------------------------------------

طريــق الثّــورة، جـــوان - جويلية 2016

 
 
 

الشعوب والانتخابات: قصّة حبّ قصيرة

تتزايد ظاهرة امتناع السكان عن المشاركة في التصويت في الانتخابات التي تجري في مختلف انحاء العالم. ولا تقتصر هذه الظّاهرة على المستعمرات...

bottom of page