مــــا العمــــــل ؟

مــائة عــام على ثـورة أكتـوبر الاشتراكيّة

تُحيي البروليتـاريا في شتّى أصقــاع العــالم هذه السّنـة مرور مائة عـام على اندلاع ثـورة العمّــال والفلاّحين الفقراء في روسيـا وانتصارهـا وبنــاء أوّل دولـة اشتراكيّـة. وتُحيي معهم جميع الطّبقـات الكــادحة وجميع الشّعوب والأمـم الـواقعة تحت نير الاضطهـاد الاستعمـاري المبـاشر وتحت نير الاستعبـاد الإمبريـالي والرّجعي هذه المنـاسبة العظيمة التي حقّقت للكــادحين حُلمـا طالما كافحـوا من أجل نيلـه.

و بعد مرور قرن كـامل على انتصارها، لازالت البشريّـة ترى في ثـورة أكتوبر الاشتراكيّة حاملا لمستقبـل مشرق لهـا، تماما مثلمـا زرعت دولة العمّـال والفلاحين الفقراء قبل مائة عـام الأمـل لدى شعوب الأرض في التحرّر والانعتاق، إذ لا يزال العصر الذي قامت فيه الثورة الاشتراكية في روسيا قـائما بمختلف تناقضاته الأساسيّة والرّئيسيّة والثّـانويّة، حتّى وإن وُلدت خلال فترات ما تناقضات جديدة ثمّ انتفت، ولا يزال الصّراع الذي وسم المجتمعات إبّـان تلك الثّـورة قـائما وهو لا ينفكّ يحتدم سنة بعد سنة ويوما بعد يوم، ولا يزال النّضال من أجل حسم المضطهَدين هذا الصّراع لفائدتهم قائمـا وهو يزداد حدّة مع ازديـاد حدّة هجوم الطّبقـات الرّجعيّة، إنّه عصر الثّـورة الاشتراكيّة وانهيـار الامبرياليّة.

ومـا الأحداث الكثيرة والمتواترة، الكبرى منها والأقلّ شـأنا، ومـا التحوّلات الجغراسيّة والاجتمـاعيّة والثقـافيّة، وما التغيّرات في العـلاقات الدّولية، ومـا قيام الحروب العـادلة والثّوريّة والشعبيّة والحروب الامبرياليّة والرّجعيّة وما سقوط أنظمة سياسيّة وصعود أخرى.. وما كلّ ما شهده العـالم طيلة هذه المـرحلة من التّـاريخ إلاّ تأكيد لتواصل نفس العصر، عصر الصّراعات المـريرة والكفـاح الذي لا يهـدأ، كفـاح تقدّم فيه الطّبقات والشعوب والأمم المضطهَدة التّضحيـات من أجل القضاء على المتسببين في بؤسها وفي نهب ثرواتها يوحّدها هدف إقـامة دولة الطّبقـات المسحوقـة والسّير في اتّجـاه تشييد عــالم بلا اضطهـاد ومجتمع بـلا استغـلال، المجتمع الشّيـوعي الذي تزول فيه الدّولـة وتزول فيه الطّبقــات.

------------------------------------

طريق الثّـورة، العدد 43، نـــوفمبر 2017