بلغت حصيلة القمع الذي طال المحتجّين في بغداد والبصرة وغيرهما من مدن العراق وقــراه خلال الـ 24 ساعة المنقضية 8 شهداء سبعة منهم في العاصمة بغداد ولا يعرف حتّى الآن كم عدد من التحق بهم من الشّهداء جرّاء التّفجير الجبان لسيّارة وسط المتظاهرين الذي جرى مساء الأحد، إلى جانب عشرات الجرحى والمصابين بحالات اختناق وذلك نتيجة إطلاق القوّات الامنيّة الرّصـاص الحيّ وقنابل الغاز المسيلة للدّموع على الجماهير المنتفضة.
و بذلك تجاوز عدد الشّهداء منذ اندلاع الانتفاضة الشّعبيّة في منتصف شهر اكتوبر 300 شهيد، حسب إحصائيّة المفوّضية العليا المستقلّة لحقوق الإنسان في العراق.
وأمــام إصرار الجماهير الشعبية على مواصلة انتفاضتها وتمسّكها بشعارات إسقاط النّظام القائم على تنفيذ سياسة الفسـاد والتفريط في ثروات البلاد لقوى خارجيّة ممّا جعلها تتحكّم في سيادة الـوطن، تسعى الرّجعيّة الحاكمة بكلّ أطيافها وأجنحتها إلى القضاء على الانتفاضة بالعنف الرّجعي مستعملة مختلف أجهزتها القمعيّة من أجل الحفاظ على مصالحها. وقد اتّفقت هذه الرّجعيّات المختلفة يوم أمس السّبت 9 نوفمبر 2019 مستندة إلى مراجعها الدّينيّة التي تأتمر بأوامر الامبريالية على ضرورة القضــاء على الاحتجاجات بكلّ الوســائل.
لقد قدّم الشّعب العربي في العراق منذ صمّم على مقاومة الرّجعيّة الحاكمة عديد التّضحيات وهو يتحدّى آلة القمع الرّهيبة ويقدّم للعالم دروسا في المقاومة والكفـاح ولم ترهبه ترسانة العنف الرّجعي الوحشيّة، وهو مصر على مواصلة كفـاحه في سبيل تحقيق التحرر الوطني والديمقراطية الشعبية، وكلّما ازدادت وحشيّة آلة القمـع فإنّ الجماهير المنتفضة ستبتكر وسائل مقاومتها وستهتدي إلى طريق انتصارها عاجـلا أو آجـلا حين يهبّ الكــادحــون في حرب شعبيّة معادية للحرب الرّجعيّـة التي يشنّها ضدّهم أعــداؤهم وأعــداء الـوطن.