top of page

مـــــا العمـــــل ؟

افتتاحيّة العدد الجديد -59- من طريق الثّورة

يزداد الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي في تونس سوءً، حيث يتفاقم الاستغلال والتفقير والاضطهاد والقمع والابتذال والتفاهة والتجهيل والحرمان والأمراض والأوبئة ويتنامى الإرهاب الديني التكفيري في المدن والأرياف متقاسما الأدوار مع اليمين الديني في شكله السياسي المتمركز ضمن السلطة نفسها بمؤسساتها المختلفة ويشتد ساعد الرجعية الدستورية التي انتقلت من الدفاع إلى الهجوم بعد الضّربات التي تلقتها خلال انتفاضة 17 ديسمبر ويتغلغل النفوذ الإمبريالي والصهيوني أكثر فأكثر.

ورغم انخرام موازين القوى لصالح الرجعية فإنّ كفاح الشعب لم يتوقف محقّقا انتصارات جزيئة هنا وهناك، متّجها تاريخيا نحو النصر الكبير ولو طال المسير. وفي الأثناء يشق الثوريون طريقهم بصعوبة وسط العراقيل، محاولين تنظيم المقاومة وشحذها ولكنهم يعانون من الضعف بسبب الفرقة والانقسام والتشتت وخضوع الكثير من المكافحين إلى سيطرة الشيع والشلل والحلقات التي تفتك بطاقتهم وتحوّلها إلى هباء منثور، ممّا انعكس سلبا على كفاح الشعب في سعيه نحو قلب واقع البؤس إلى نقيضه. وزاد الطين بلة انتشار الفوضوية في بعض الأوساط الثورية معرقلة التنظم الثوري.

وفي مواجهة ذلك لم تتوقف نداءات الوحدة الصادرة عن قوى ثورية مختلفة ولكنّها اصطدمت حتى الآن بالفشل جرّاء جملة من الأسباب ومنها الإخفاق في تحديد الغاية والوسائل المؤدية إليها بدقة فضلا عن ضعف المسؤولية وتفشّي اللامبالاة وغلبة الثرثرة اللفظية على الممارسة. يضاف إلى ذلك الخلط بين نداءات الثوريين إلى الوحدة ونداءات الانتهازيين الطامعين كالعادة إلى شغل المواقع ضمن السلطة الرجعية.

ويتطلّب تذليل تلك المصاعب وتحقيق ذلك الهدف على نحو عاجل عقد مؤتمر يمكّن الثوريين من مناقشة تلك المشكلات وإيجاد حلول لها وهو ما عبّر عنه حزب الكادحين خلال المدة المنقضية متعهّدا بوضع كل إمكانياته لإنجاحه ومن الممكن الاعداد له بتقديم تصوّرات أولية تحظى بالمناقشة الرفاقية المتسلّحة بالنقد والنقد الذاتي.

وليس هناك ظل للشك أنّ وحدة الثوريين في حال النجاح في تحقيقها سوف تكون خطوة مهمة في اتّجاه تقريب ساعة انتصار الثورة الوطنية الديمقراطية بما من شأنه تحقيق المهام الأساسية لكفاح الشعب ممثلة في القضاء على النفوذ الامبريالي الإقطاعي وبناء الديمقراطية الشعبية التي تمثل وحدها البديل للديمقراطية الليبرالية المشوّهة السائدة حاليا وما ألحقته من ضرر بمصالح الشعب والوطن.

 
 
 

الشعوب والانتخابات: قصّة حبّ قصيرة

تتزايد ظاهرة امتناع السكان عن المشاركة في التصويت في الانتخابات التي تجري في مختلف انحاء العالم. ولا تقتصر هذه الظّاهرة على المستعمرات...

bottom of page